سميرة حضراوي: نموذج ريادي يعزز دور المرأة في القطاع الفلاحي المغربي

حققت سميرة حضراوي إنجازًا بارزًا يسلط الضوء على التحولات الإيجابية في تعزيز دور النساء في القيادة، بتوليها منصب مديرة جهوية للفلاحة بمراكش ومديرة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للحوز. هذا التعيين يشكل خطوة هامة في تمكين المرأة المغربية داخل قطاع يعد من الأعمدة الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

قرار تعيينها صدر من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويعد تتويجًا لمسار حضراوي المهني الغني الذي يمتد لأكثر من 25 عامًا من الخبرة في المجال الفلاحي. هذا المنصب القيادي يعكس التوجه المتزايد نحو إرساء مبدأ المساواة بين الجنسين في مراكز صنع القرار، حيث أثبتت حضراوي قدرتها على إدارة مشاريع كبرى أسهمت في تطوير المجال الفلاحي وتحسين الظروف القروية.

تحمل حضراوي شهادة مهندس دولة في الزراعة مع تخصص في علوم الإرشاد الفلاحي وهندسة التنمية، ما منحها أساسًا قويًا للجمع بين الجوانب التقنية والإدارية. شغلت مناصب عديدة خلال مسيرتها، أبرزها مديرة جهوية للمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة مراكش-آسفي، حيث نجحت في تحقيق قفزات نوعية من خلال تطوير آليات مبتكرة في التأطير الفلاحي والاستشارة، بما انعكس إيجابًا على الفلاحين المحليين.

تميزها في هذا المجال لم يكن فقط نتيجة تأهيلها الأكاديمي، بل بفضل رؤيتها الاستراتيجية التي ترتكز على تعزيز التنمية المستدامة. قيادتها لفريق عمل متنوع مكنها من تحقيق إنجازات ملموسة تمثل قفزة نوعية في تطوير القطاع الزراعي بالمنطقة. وقد حظيت جهودها بتقدير واسع من الجهات الرسمية والمحلية، ما رسخ مكانتها كشخصية بارزة في هذا القطاع.

التعيين في هذا المنصب يعد تحولًا هامًا في مسار حضراوي، ولكنه أيضًا يشكل رسالة أوسع لمختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي بأهمية الاستفادة من الكفاءات النسائية. يعكس هذا النهج وعيًا متزايدًا بضرورة إشراك النساء في أدوار قيادية لتعزيز الابتكار وتحقيق التنمية الشاملة.

إن مسيرة سميرة حضراوي تمثل قصة نجاح ملهمة تؤكد أن الاجتهاد والخبرة يمكن أن يفتحا أبواب القيادة، حتى في القطاعات التي كانت تقليديًا حكراً على الرجال. هذه الخطوة ليست مجرد إنجاز فردي، بل هي علامة فارقة في مسيرة النساء المغربيات نحو قيادة التغيير في مختلف المجالات.