زيادة متوقعة في رسوم الطرق السيارة وتأثيرها على المواطنين
![](https://akhbarlyaoum24.ma/wp-content/uploads/2025/02/rout-1.webp)
زيادة متوقعة في رسوم الطرق السيارة وتأثيرها على المواطنين
تواجه الحكومة المغربية في هذه الفترة تحديات مالية كبيرة، حيث تنظر في رفع رسوم الطرق السيارة في خطوة قد تؤثر بشكل مباشر على الأعباء المالية للمواطنين. تأتي هذه المناقشات في وقت حساس للغاية، حيث يزداد الضغط على الأسر المغربية بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات.
وفي ظل هذه الأزمات المالية المتعاقبة، أصبحت الشركة الوطنية للطرق السيارة في المغرب في وضع صعب للغاية. حيث يعاني القطاع من عجز مالي كبير وصل إلى مليار درهم سنويًا، مما جعل الحكومة تتخذ إجراءات ضرورية لمواجهة هذا العجز. رغم المحاولات السابقة بين 2016 و2020 لإعادة هيكلة الديون، إلا أن الأزمة ظلت قائمة، مما دفع الشركة إلى التفكير في تعديل اتفاق الإطار الذي يحدد مدة تشغيلها التي تصل إلى 99 عامًا.
على جانب آخر، تزداد المشاكل التي تواجهها الشركة بسبب نقص الأطر البشرية، حيث يلاحظ أن العديد من الموظفين يغادرون القطاع العام للعمل في القطاع الخاص. هذا الأمر يهدد استقرار الشركة ويؤثر بشكل كبير على مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين. الأمر الذي يستدعي تدخلًا سريعًا لتحسين الوضع الوظيفي وحماية العمالة في هذا القطاع.
وفي هذا السياق، بدأت جولة جديدة من الحوار الاجتماعي مع ممثلي الأجراء في محاولة لتحسين ظروف العمل. هذا الحوار يهدف إلى إيجاد حلول حقيقية للحد من النزيف الوظيفي وضمان الاستقرار الوظيفي، بما يساعد على رفع مستوى الخدمة. إذ تسعى الحكومة لتفادي مزيد من التدهور في هذا القطاع الهام الذي يؤثر بشكل مباشر على حركة النقل والاقتصاد الوطني.
من جهة أخرى، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا هو ما إذا كان رفع رسوم الطرق السيارة سيكون حلاً حاسمًا في حل الأزمة المالية التي تعاني منها الشركة. فهذا الإجراء يثير قلقًا واسعًا في صفوف المواطنين، الذين يواجهون بالفعل ضغوطًا مالية متزايدة بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية. يترقب المواطنون ما ستؤول إليه هذه المناقشات وكيف سيتم التعامل مع التأثيرات المحتملة لهذه الزيادة على حياتهم اليومية.
الزيادة المحتملة في الرسوم قد تفرض عبئًا إضافيًا على الأسر المغربية، التي تمر بأوقات صعبة بسبب غلاء المعيشة. فارتفاع الرسوم قد يزيد من تكلفة السفر والتنقل، مما يثقل كاهل المواطنين، خاصةً أولئك الذين يعتمدون على الطرق السيارة بشكل يومي. ولهذا، تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الزيادة إلى مزيد من الضغط على الطبقات المتوسطة والفقيرة التي تعاني أصلاً من تحديات اقتصادية.
في النهاية، لا يزال السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه الزيادة في الرسوم ستكون الحل الأمثل لإنقاذ الشركة الوطنية للطرق السيارة. من الضروري أن توازن الحكومة بين تحقيق الاستدامة المالية لهذه الشركة وتخفيف العبء على المواطنين الذين يواجهون بالفعل تحديات اقتصادية متعددة.