إقتصاد

زيادة الاستثمارات الإشهارية في الأيام العشرة الأولى من رمضان بنسبة 0.4%

زيادة الاستثمارات الإشهارية في الأيام العشرة الأولى من رمضان بنسبة 0.4%

في الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان، شهدت الاستثمارات الإشهارية زيادة ملحوظة وصلت إلى 452 مليون درهم، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 0.4% مقارنة بالعام الماضي. هذا التحسن في الاستثمارات يظهر مدى الاهتمام الكبير في استغلال هذه الفترة التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الاستهلاك الإعلامي والتجاري، حيث يعكس هذا الرقم تزايدًا في تخصيص الميزانيات الإعلانية من قبل الشركات والمعلنين.

تحقق التلفزيون مرة أخرى المركز الأول في استثمارات الإعلانات، حيث استحوذ على 68.2% من إجمالي الاستثمارات، وهو ما يثبت قوة تأثيره في استقطاب الجمهور. في المقابل، سجلت الصحافة المكتوبة نسبة ضعيفة للغاية بلغت 3% فقط، مع انخفاض كبير قدره 17.5% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس التغيرات في تفضيلات الإعلام وانتقال الجمهور إلى المنصات الرقمية. بينما أظهرت الإعلانات الرقمية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 30.7%، مما يعكس تحولًا ملموسًا في أنماط استهلاك الإعلام.

كما شهدت إعلانات اللوحات الإشهارية ارتفاعًا قدره 13.7%، لتحتل 12% من حصة السوق. في الوقت نفسه، تراجعت الإعلانات الإذاعية بنسبة 25.7%، مما يعكس التحديات التي تواجهها هذه الوسيلة في ظل المنافسة الشديدة من الوسائط الرقمية. تعد هذه التغيرات مؤشرا على كيفية تحول السوق الإعلامي، حيث تزداد أهمية القنوات الرقمية، بينما تنخفض قدرة الوسائل التقليدية على جذب الاستثمارات الإشهارية.

من حيث تخصيص الميزانيات الإعلانية، سجلت التلفزيون النصيب الأكبر من الاستثمارات، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات في الإعلانات التلفزيونية 307.9 مليون درهم، وهو ما يعكس استمرار تفضيل المعلنين لهذه الوسيلة من الإعلام. تلتها إعلانات اللوحات الإشهارية التي بلغ إجمالي استثمارها 54.1 مليون درهم، ثم الإذاعة التي سجلت 43.7 مليون درهم. أما الإعلانات الرقمية فقد بلغت 32 مليون درهم، بينما استحوذت الصحافة المكتوبة على 13.7 مليون درهم فقط.

كما شهدت بعض القطاعات التجارية زيادات ملحوظة في استثماراتها الإشهارية، حيث تصدر قطاع الأغذية القائمة بتسجيل 135 مليون درهم، بزيادة قدرها 7.9%. هذا يعكس الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية خلال رمضان، وهو ما يعزز من أهمية الإعلانات في تحفيز استهلاك هذه المنتجات. وجاء قطاع الاتصالات في المرتبة الثانية، حيث سجل 69.4 مليون درهم مع انخفاض طفيف قدره 0.8%، يليه قطاع البنوك والتأمين الذي سجل زيادة كبيرة قدرها 26.3%، حيث بلغ إجمالي استثماره 24.9 مليون درهم.

من جانب آخر، سجل قطاع التوزيع زيادة بنسبة 25.9%، حيث بلغ إجمالي استثماره 22.8 مليون درهم، بينما حقق قطاع المشروبات زيادة بنسبة 16.6%، ليصل إلى 21.8 مليون درهم. رغم هذه الزيادة في بعض القطاعات، إلا أن بعض المجالات الأخرى شهدت تحسنًا استثنائيًا في استثماراتها، حيث سجلت قطاعات الأجهزة المنزلية والملابس ومنتجات العناية الشخصية زيادات ملحوظة في استثماراتها.

قطاع الأجهزة المنزلية، على سبيل المثال، سجل زيادة كبيرة تصل إلى 241.2%، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات فيه 8.2 مليون درهم. بينما سجل قطاع الملابس زيادة قدرها 57.1%، ليصل إجمالي استثماراته إلى 3.8 مليون درهم. أما قطاع منتجات العناية الشخصية والتجميل فقد سجل زيادة بنسبة 30.5%، ليصل إلى 21.5 مليون درهم. هذه الزيادات تشير إلى أن القطاعات التي تقدم منتجات أساسية أو ذات علاقة مباشرة بشهر رمضان قد شهدت اهتمامًا أكبر من المعلنين.

من ناحية أخرى، شهدت عدد المعلنين زيادة طفيفة بنسبة 2.4% مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ عددهم 859 معلنًا، مقارنة بـ 839 معلنًا في 2024. وهذه الزيادة تشير إلى أن المزيد من الشركات تشارك في السوق الإعلاني خلال رمضان، على الرغم من التحديات التي قد تواجهها بعض الوسائل الإعلامية في جذب المعلنين.

فيما يخص توزيع الإعلانات حسب الوسائل الإعلامية، فقد سجلت اللوحات الإشهارية أعلى حصة من المعلنين، حيث بلغت 510 معلنين، بزيادة 2.6% عن العام الماضي. تلتها الصحافة المكتوبة التي شهدت ارتفاعًا في عدد المعلنين بنسبة 7.7%، حيث بلغ عددهم 295 معلنًا. في المقابل، شهدت الإذاعة انخفاضًا في عدد المعلنين بنسبة 17.8%، حيث بلغ عدد المعلنين فيها 125، بينما سجلت التلفزة انخفاضًا طفيفًا في عدد المعلنين بنسبة 7.1%، ليصل عددهم إلى 91.

تشير هذه البيانات إلى تحولات كبيرة في استراتيجيات المعلنين في المغرب، حيث أصبح التوجه نحو الإعلانات الرقمية والإعلانات في اللوحات الإشهارية أكثر وضوحًا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!