سياسة

زكرياء مومني: العقلاء يجلبون الصفقات المربحة لأوطانهم والحمقى يرشقونهم بالحجارة

زكرياء مومني: العقلاء يجلبون الصفقات المربحة لأوطانهم والحمقى يرشقونهم بالحجارة

لماذا يتوقف الزمن عند المجانين والحمقى في حقبة معينة؟؟ سؤال طالما راودني، بل قفز إلى السطح اليوم وأنا أسمع لما يوازي 20 دقيقة من الزمن زكرياء مومني وهو يتحدث بنوع من التبخيس الغير مبرر عن السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، خلال حلوله ضيفا مميزا على فعاليات الدورة الـ91 للجمعية العامة للأنتربول.

تصرفات زكرياء مومني تذكرني بمآل فاقدي العقل، ممن يتوقف بهم الزمن عند عتبة أحداث معينة، إما حقيقية أو من صنع خيالهم، فيحيون بين الناس مرددين ما استحوذ على مَلَكَةْ العقل لديهم ويحكون ما يشبه الأساطير بلغة لا يفهمها غيرهم. ومن منا لم يصادف بالشارع العام، ولو مرة واحدة في حياته، من اختلت موازينهم –نرتجي العلي القدير أن يشفيهم- وهو يسرد سيلا من البطولات أو حتى الإخفاقات إما كان عنصرا مشاركا فيها أو كان شاهدا على تفاصيلها، فترى المارين بمحاذاته يرمقونه بنظرة “الله يحسن العوان” لأن زينة المرء عقله.

والهارب من العدالة المغربية صوب كندا يتصرف على نحو يوحي بأن ملكة العقل لديه تتآكل شيئا فشيئا، لأن الرجل لا ينفك عن ترديد نفس الأسطوانة المشروخة، والمتمثلة في كون بؤسه اليومي يبقى على ذمة “المخزن”، باعتبار الأخير لم يمكنه من اغتراف ما يشبع شراهته من أموال دافعي الضرائب المغاربة ويعيش بالتالي عالة على المجتمع لأن، من منظوره، هو بطل عالمي “جاب العز للبلاد”. والحقيقة كما لا تحلو له أن المغرب لم يحصد ورائه غير “التبرية”.

بدورنا أفقدنا المعني بالأمر ملكة العقل ونحن نستمع لهرطقاته بشأن حضور السيد عبد اللطيف حموشي للحدث المذكور أعلاه واستغرابه لالتقاط عدسات الكاميرات صور له بمعية الإماراتي أحمد ناصر الريسي، رئيس الأنتربول، علما أن المسؤولان أجريا مباحثات ثنائية على هامش الدورة الـ91 للجمعية العامة بفيينا، استعرضا خلالها الدور الفاعل للمغرب في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، وتبادلا التهاني بعد حصول المغرب على شرف احتضان أعمال الدورة الـ93 للجمعية العامة للأنتربول في عام 2025”. بل إنها ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها المسؤولان الأمنيان، إذ سبق للسيد عبد اللطيف حموشي أن تباحث، مستهل السنة الجارية، مع أحمد ناصر الريسي، رئيس الأنتربول بالإمارات العربية المتحدة، خلال مشاركة المملكة في أشغال الاجتماع الدوري السنوي لرؤساء أجهزة الأمن وقادة الشرطة، الذي يعرف أيضا مشاركة العديد من المنظمات العربية والدولية المكلفة بقضايا الأمن. ولمن تعوزه قوة الذاكرة وضعف البصر أمثال زكرياء مومني، فقد تم توثيق اللقاء بصورتين بإمارة أبوظبي.

وكمن التقط أحدهم متلبسا بالجرم المشهود، انبرى زكرياء مومني يحلل ما رأت عيناه لحظة التقاء المسؤولان الأمنيان، مستغربا كيف أمكن لهما الظهور في حدث عالمي ورقبتهما مثقلة بالمتابعة القضائية؟؟ السؤال البليد هو إجابة شافية في حد ذاته، وهي كيف يمكن لمن يجرون في أذيالهم متابعات قضائية أن يتحركوا بأريحية ويسافرون عبر أقطاب المعمور، بل ويعودون إلى أوطانهم محملين بأسمى عبارات التقدير والإشادة نظير حسن صنيعهم!!!.

السيد عبد اللطيف حموشي سافر صوب فيينا لحضور فعاليات الدورة الـ91 للجمعية العامة للأنتربول ودافع بقوة عن حظوظ المغرب الذي آل إليه في نهاية المطاف شرف تنظيم الدورة ال93 من نفس الحدث عام 2025 بمدينة مراكش، وزكرياء مومني الأخرق يتحدث عن مشاركة عادية وعن مسؤول منظمة دولية مهمته مقيدة بالزمان والمكان. فشتان بين عالة على المجتمع وبين مسؤول يُنْجِزُ في صمت.

المصدر: المغرب ميديا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!