خبير في الجيولوجيا: الهزات الارتدادية مؤشر إيجابي لا يدعو للقلق
خبير في الجيولوجيا: الهزات الارتدادية مؤشر إيجابي لا يدعو للقلق
أكد علاء الدين بلفول رئيس شعبة الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير، أن “الهزات الارتدادية ما بعد الزلزال، مؤشر إيجابي، لا يدعو للقلق”، معتبرا أن هذه الارتدادات دليل على استمرار تفريغ الأرض للطاقة على مراحل بشكل منخفض، وهو الأمر الذي يعتبر أفضل من تفريغ الطبقات التكتونية الطاقة مرة واحدة كما حدث في ليلة 8 شتنبر الجاري”.
وقال أستاذ الجيولوجيا في تصريح لجريدة “العمق”، “إنه من الطبيعي جدا استمرار حدوث هزات ارتدادية بعد هزة أرضية قوية، إذ من شأن هذه الارتدادات أن تستمر بضع أيام أو أسابيع”، والعامل المشترك بين هذه الارتدادات، هو أنها تكون أقل شدة من الهزة الرئيسية”.
فكما لهذه الهزات الارتدادية جانب إيجابي هناك أيضا خطورة، بحسب بلفول، وبالنسبة للشق الايجابي فـ”إن الضغوطات التكتونية على مستوى السلاسل الجبلية وعلى مستوى الفوالق، تكون متراكمة وتكون خزانا للطاقة، هذه الطاقة لو انفجرت في وقت واحد ستنتج زلزالا قويا كما وقع في زلزال الحوز في ليلة الجمعة”.
وأردف أنه بناء على هذا التفسير، “فإن قوة الزلزال الرئيسي لـ8شتنبر فجرت قوة مخزون الطاقة المتراكمة بشكل كبير، وبالتالي ظل هناك طاقات على مستوى القشرة يتم تفريغها بين الحين والآخر عبر ارتدادات قد تصل كما حدث هذه الأيام إلى 4 و5 درجات على سلم ريشتر، وستستمر الارتدادات بالانخفاض إلىدرجتين إلى حين استخلاص كل مخزون الطاقة بالقشرة الأرضية”.
وتابع أنه لولا استمرار تفريغ هذه الطاقة الثانوية عبر ارتدادات بشكل تنازلي عبعد الزلزال الرئيسي، لكان حينها الأمر يوجب الحذر لأن ذلك سيكون مؤشرا على أن قوة الطاقة مازالت مخزنة”، مجددا التأكيد على “أنه لا داعي للخوف أو خلق الرعب كلما تم الشعور بهذه الهزات الارتدادية الخفيفة”.
أما وجه الخطورة لهذه الهزات الارتدادية، يضيف أستاذ الجيولوجيا، “فيكمن على مستوى المنازل والبنايات، خاصة القريبة من بؤرة الزلزال الرئيسي التي تأثرت إما تأثيرا ظاهرا عبر تقششات، أو تأثرت دون تشققات ولكن تأثرت ركائزها، لأن من شأن الهزات الارتدادية أن تفوق قوة تحمل هذه البنايات وبالتالي يمكن أن تكون سببا في انهيارها”.
ونصح الأستاذ بلفول السلطات المكلفة بمواقع الزلزال، “بعدم السماح للناجين بالعودة إلى منازلهم، وكذلك بالنسبة لساكنة المنازل القريبة من بؤرة الزلزال التي تأثرت بشكل عنيف، إلا بعد التحقق من مدى صلابة وصمود تلك البنايات والمنازل أمام هذه الهزات الاردادية”.
وبخصوص سؤالنا حول امتداد الهزات الارتدادية بعد الهزة الأرضية الرئيسية للثامن شتنبر الجاري، إلى مناطق بعيدة عن البؤرة، وهل يمكن أن تصل لمدن في شرق وشمال المملكة، أبرز بلفول، “أن امتداد الارتدادات غير محصور، فقد تمتد إلى مناطق بعيدة ببضع كلومترات بحسب طبيعة القشرة الأرضية والصخور المتواجدة فيها وأيضا بحسب قوة الهزة الرئيسية”.