حوادث السير في المغرب تسجل أرقاما صادمة خلال أسبوع واحد

حوادث السير في المغرب تسجل أرقاما صادمة خلال أسبوع واحد
شهدت الفترة الممتدة من 10 إلى 16 مارس الجاري تزايداً كبيراً في حوادث السير بالمناطق الحضرية، حيث أظهرت التقارير أن 24 شخصاً فقدوا حياتهم في هذه الحوادث، بالإضافة إلى إصابة 2192 آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم 77 إصابة بليغة. ومن خلال هذه الأرقام، يظهر أن حوادث السير أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً على حياة المواطنين في المدن المغربية.
تكمن الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث، وفقاً لتقارير المديرية العامة للأمن الوطني، في تصرفات سلبية من السائقين والمشاة على حد سواء. ومن أبرز الأسباب التي تم تحديدها، نذكر عدم انتباه السائقين وتجاهلهم لحق الأسبقية، وهو ما يؤدي إلى حوادث مرورية خطيرة. كما أن السرعة المفرطة وعدم الالتزام بقوانين المرور، مثل عدم احترام مسافة الأمان، تعد من العوامل المساهمة في هذا التصاعد الخطير في الحوادث.
من جانب آخر، يظهر أن هناك مشكلات متعلقة بتجاهل إشارات المرور، حيث لا يلتزم السائقون أحياناً بالوقوف عند إشارات “قف” أو المرور في الاتجاهات الممنوعة. هذا بالإضافة إلى تصرفات مثل التغيير المفاجئ للمسار دون إشعار مسبق أو السير في الاتجاه المعاكس، ما يضاعف من خطر وقوع الحوادث. وتؤكد الإحصائيات أن هذه التصرفات السلبية تتكرر بشكل ملحوظ، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وفيما يخص جهود المراقبة والزجر، تبذل مصالح الأمن الوطني جهوداً كبيرة للحد من هذه الحوادث، حيث تم تسجيل حوالي 38 ألف مخالفة مرورية خلال نفس الأسبوع. هذه المخالفات شملت مجموعة متنوعة من التصرفات التي تشكل تهديداً لأمن الطريق. إضافة إلى ذلك، تم إنجاز أكثر من 7 آلاف محضر مخالفة، وتم إحالتها على النيابة العامة، إلى جانب تحصيل أكثر من 6 ملايين درهم من الغرامات الصلحية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإجراءات الوقائية لم تقتصر على فرض الغرامات فقط، بل شملت أيضاً عمليات الحجز للمركبات المخالفة. فقد تم وضع حوالي 4 آلاف و495 مركبة في المحجز البلدي، بينما تم سحب نحو 7 آلاف وثيقة، وهو ما يدل على التزام السلطات بتطبيق القوانين بشكل صارم. علاوة على ذلك، تمت توقيف 547 مركبة كانت مخالفة للوائح المرور.
إن هذه الأرقام والتفاصيل تكشف عن حجم المشكلة التي يعاني منها قطاع النقل في المدن المغربية، مما يتطلب اتخاذ إجراءات أكثر فعالية للحد من حوادث السير. من الواضح أن هناك حاجة ملحة لتوعية أكبر للسائقين والمشاة، فضلاً عن تعزيز الرقابة في الطرق لتفادي مثل هذه الحوادث التي تكلف الأرواح وتسبب خسائر جسيمة.