تعزيز التعاون بين المغرب والعراق من خلال اتفاقيات جديدة ومشاورات سياسية متبادلة
![](https://akhbarlyaoum24.ma/wp-content/uploads/2025/02/العراق-المغرب-780x470.jpg)
تعزيز التعاون بين المغرب والعراق من خلال اتفاقيات جديدة ومشاورات سياسية متبادلة
في خطوة هامة نحو تقوية العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية العراق، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بلقاء مع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية العراق، فؤاد حسين، في زيارة عمل استهدفت تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وقد أكد الجانبان خلال هذا اللقاء رغبتهم في دفع التعاون المشترك إلى آفاق جديدة، متطرقين إلى أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والارتقاء بمستوى الاستثمارات بين البلدين.
يعد اللقاء خطوة هامة في إطار جهود المغرب لتوطيد العلاقات مع العراق بعد غياب دام نحو 18 عامًا عن الساحة السياسية بين البلدين، حيث تجسد هذه الجهود في إعادة فتح السفارة المغربية في بغداد. هذه الخطوة تعد بمثابة إشعار قوي من المغرب على رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق ودفعها إلى مزيد من التنسيق والاهتمام المشترك. ومن خلال هذا اللقاء، عبّر البلدان عن اهتمامهما الكبير في التعاون على مختلف الأصعدة.
واستمرارًا لهذه الدينامية الإيجابية، اتفق الطرفان على تنظيم أول دورة للمشاورات السياسية قريبًا. يأتي ذلك في إطار التحضير لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين والتي ستمكن الطرفين من تحقيق تطلعاتهم وتعزيز التفاعل الثنائي على مختلف الأصعدة. وقد وقّع الوزيران أيضًا على مذكرة تفاهم تقضي بالإعفاء المتبادل من تأشيرات السفر لحاملي الجوازات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما يعكس رغبة قوية في تسهيل التنقلات الدبلوماسية وتيسير سبل التعاون السياسي بين الجانبين.
وفي إطار هذه المباحثات، لم تقتصر النقاشات على الشأن الثنائي فحسب، بل تناولت أيضًا قضايا إقليمية ذات اهتمامات مشتركة. فشدد الطرفان على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بينهما بشأن المستجدات على الساحة العربية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. فقد أكد المغرب والعراق دعمهما الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وتأكيدهما على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
كما تناولت المحادثات الوضع في سوريا، حيث اتفق الوزيران على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، ودعوا إلى ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة عبر حل سياسي شامل. هذه التفاهمات تشير إلى توافق كبير بين البلدين على مسار الحلول السياسية التي تعزز الاستقرار في المنطقة العربية وتؤكد على الدور المحوري للمغرب والعراق في هذا السياق.
كما تطرق اللقاء إلى ضرورة التنسيق المستمر بين البلدين على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، خاصة في الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي. وقد أبدى الجانبان التزامهما الراسخ بمواصلة العمل المشترك داخل هذه المنظمات، بما يخدم مصالح الشعوب العربية ويسهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
كل هذه الخطوات تشير إلى مرحلة جديدة من التعاون بين المغرب والعراق، والتي من شأنها أن تفتح آفاقًا جديدة في العلاقات الثنائية.