تسليط الضوء بمراكش على دور المهندسين المعماريين في مواجهة التحديات الناجمة عن الأحداث الطارئة
تسليط الضوء بمراكش على دور المهندسين المعماريين في مواجهة التحديات الناجمة عن الأحداث الطارئة
سلط اليوم الوطني الـ38 للمهندس المعماري، بمراكش، الضوء على دور المهندسين المعماريين في مواجهة التحديات الناجمة عن الأحداث الطارئة، لا سيما بعد زلزال 8 شتنبر الماضي الذي ضرب منطقة الحوز.
ويناقش اللقاء المنظم من قبل الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، موضوع “المهندسون المعماريون وحالات الطوارئ: آفاق متكاملة لإعادة إعمار مستدامة “.
ويعد هذا اليوم الذي تم تأسيسه تخليدا لذكرى الخطاب التاريخي الذي ألقاه المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بمراكش سنة 1986، حدثا يتم خلاله إحياء ذكرى الرسالة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي وجهها جلالته في 18 يناير 2006، إلى المشاركين في اليوم الوطني للمهندس المعماري.
ويندرج موضوع اليوم الوطني ال38 للمهندس المعماري في سياق المشروع الكبير لإعادة الإعمار، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وعرفت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء حضور، على الخصوص، الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوسف الحسني، ووالي جهة مراكش – آسفي، فريد شوراق، وعدد من الضيوف الأجانب من بينهم ليلى بن جدو، رئيسة هيئة المهندسين المعماريين التونسيين، وريجينا جونتييه، رئيسة الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، ودوناتيان كاسييت كالوم، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بإفريقيا، وأمير تركي، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بحوض البحر الأبيض المتوسط، وفودي ديوب، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين الناطقين بالفرنسية في إفريقيا.
وأجمعت المداخلات الافتتاحية، على الدور الهام الذي يضطلع به المهندس المعماري في إعادة الإعمار المستدام، مع التأكيد على الحاجة إلى تبني مقاربات متكاملة لضمان إعادة الإعمار المستدام في المناطق المنكوبة ولمواجهة التحديات الملحة في المجال المعماري خلال فترات الطوارئ.
ويتضمن برنامج هذا اليوم ندوة تمهيدية لمحمد الطوزي، عالم الاجتماع والمدير المشارك في المركز المتوسطي لعلم الاجتماع، العلوم السياسية والتاريخ، حول إعادة الإعمار المستدام، إلى جانب ندوات أخرى تسلط الضوء على برامج إعادة بناء المساكن والبنايات في المناطق المنكوبة بالحوز، فضلا عن عرض تقنيات إعادة التأهيل باستخدام المواد المحلية، وأساليب إعادة الإعمار والتأهيل في الموقع، وهو ما يعكس الالتزام الواضح والملموس للمهندسين المعماريين للانخراط في إعادة الإعمار المستدام.
كما يشكل اللقاء فرصة لتسليط الضوء على “مؤسسة مهندسي الطوارئ”، ودورها الحاسم خلال الزلزال، من خلال عملها على تقييم الأضرار، وتقديم توصيات مهمة لإعادة الإعمار، وتكريم العديد من المهندسين المعماريين المشاركين الملتزمين بتطوير المهنة، وأيضا بعض النشطاء القدامى في مجال الهندسة، وكذا المدرسين، والمهندسين المعماريين المعروفين بمساهماتهم.
يشار إلى أن اليوم الوطني للمهندس المعماري، الذي تم تأسيسه تخليدا لذكرى الخطاب التاريخي الذي ألقاه المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بمراكش سنة 1986، يكتسي أهمية عميقة. وقد أكد الخطاب على ضرورة تطوير التصميم المعماري المغربي، وكان انطلاقة لتأسيس هيئة المهندسين المعماريين ووضع قانون خاص لها.
وفي 18 يناير من سنة 2006، جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ضرورة مواصلة هذا الالتزام، مؤكدا على الدور الحاسم للهندسة المعمارية في التنمية البشرية. بالإضافة إلى ذلك، يتم منذ سنة 2016 تنظيم مهرجان العمارة، الذي يقام سنويا كل يوم 14 يناير، لتسليط الضوء على إحدى جهات المملكة، وهو ما يعزز ويقوي أهمية هذه المهنة في بناء المجتمع المغربي الحديث.