تراجع التساقطات المطرية بالمغرب وتوجهات نحو تحلية مياه البحر لتأمين الاحتياجات المائية
تراجع التساقطات المطرية بالمغرب وتوجهات نحو تحلية مياه البحر لتأمين الاحتياجات المائية
أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن تراجع كبير في كمية التساقطات المطرية لهذا العام، حيث شهدت البلاد انخفاضًا بنسبة 65% مقارنة بالسنوات السابقة. هذا التراجع يُعد من أبرز التحديات التي يواجهها المغرب في ظل الظروف المناخية القاسية، مما يزيد من تفاقم مشكلة ندرة المياه التي يعاني منها عدد من المناطق.
وفي حديثه أمام مجلس النواب، أشار بركة إلى أن الوضع على الرغم من تراجعه، شهد تحسنًا نسبيًا في فترة الخريف من سبتمبر إلى نوفمبر 2024. فقد بلغت التساقطات المطرية في هذه الفترة 50 ملمترًا على المستوى الوطني، وهو ما يُعتبر زيادة ملحوظة بنسبة 83% مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي، حيث كانت كمية التساقطات 27 ملمترًا فقط.
من جهة أخرى، كشف الوزير عن تحسن آخر في مستوى المخزون المائي، حيث ارتفعت واردات السدود المغربية إلى مليار و 79 مليون متر مكعب، مقارنة بحوالي 493 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من العام السابق، ما يشير إلى زيادة بنسبة 119%. هذا الفائض الكبير ساعد على رفع نسبة ملء السدود إلى 13.29%، وهو ما يُعتبر خطوة إيجابية في محاولة لتجاوز آثار شح المياه.
أضاف بركة أن جلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لتحقيق الاكتفاء الكامل من الماء الصالح للشرب بنسبة 100%، مما يعكس التزام الحكومة بتلبية احتياجات المواطنين بشكل مستدام. كما تم تحديد هدف طموح لتلبية احتياجات الري بنسبة 80%، وهو ما يساهم في ضمان استمرار الإنتاج الزراعي في مختلف مناطق المملكة.
وفي إطار سعي الحكومة لمواجهة تحديات المياه، أشار الوزير إلى أن التركيز الآن منصب على المشاريع المرتبطة بتحلية مياه البحر. يهدف المغرب إلى إنتاج ما يقارب مليار و700 مليون متر مكعب من المياه المحلاة بحلول سنة 2030.
هذه المشاريع تمثل جزءًا من استراتيجية وطنية لتوفير مصادر بديلة للمياه العذبة في ظل التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على الموارد المائية التقليدية.