تحسن الأمطار الأخيرة يعزز القطاع الفلاحي ويحسن مخزون السدود في المغرب

تحسن الأمطار الأخيرة يعزز القطاع الفلاحي ويحسن مخزون السدود في المغرب
شهدت المملكة المغربية في الأيام الأخيرة تساقطات مطرية كبيرة كانت لها آثار إيجابية على عدة قطاعات، وخاصة القطاع الفلاحي الذي يعاني من تحديات كثيرة. هذه الأمطار، التي كانت أكثر من المتوقع، أوجدت أملاً جديداً للفلاحين وأعطت دفعة قوية للزراعة في مختلف المناطق.
من جهة أخرى، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، أن هذه الأمطار دعمت عدة سلاسل فلاحية حيوية في المغرب. الأشجار المثمرة مثل الزيتون والحمضيات والنخيل استفادت بشكل خاص من هذه التساقطات، مما يعزز الإنتاج الفلاحي. كما أن هذه الأمطار ستقلل من تكاليف الري التي يعتمد عليها الفلاحون بشكل أساسي، خاصة ما يتعلق بالطاقة المستخدمة لضخ المياه، وهو ما يخفف من العبء المالي على المزارعين.
وتأتي هذه التساقطات في توقيت مهم بالنسبة للزراعات الربيعية التي كانت في مرحلة نمو حرجة. سيستفيد الفلاحون بشكل كبير من هذا التحسن المناخي، مما يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ. من ناحية أخرى، سيساهم تحسن جودة المراعي في تخفيف التكاليف التي يتحملها مربي الماشية من خلال تقليل حاجتهم إلى الأعلاف الصناعية. لقد اتخذت الحكومة العديد من التدابير لمواكبة هذه الظروف الإيجابية وتقديم الدعم اللازم للفلاحين حتى يستفيدوا من هذه الفرصة الطبيعية.
منذ بداية فصل الشتاء، وبالتحديد من 22 فبراير الماضي، سجلت البلاد كميات مهمة من الأمطار التي تجاوزت المعدل المعتاد لهذه الفترة بنسبة 130%. حيث بلغت الكميات 43.5 ملم مقارنةً بـ 18.9 ملم في السنوات السابقة. هذه الكميات الكبيرة من الأمطار كان لها دور كبير في تقليص العجز المائي الذي كان يهدد الموارد المائية في المملكة.
أضافت هذه التساقطات المطرية إلى السدود المغربية كميات كبيرة من المياه، مما ساعد في زيادة الواردات المائية. على سبيل المثال، في الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2024 إلى 19 مارس 2025، بلغ متوسط التساقطات 113.9 ملم، وهو ما يعني ارتفاعاً بنسبة 88.1% مقارنةً بالسنة الماضية التي كانت فيها الأمطار ضعيفة جداً. لكن في نفس الوقت، لا يزال هناك عجز بنسبة 18.3% مقارنةً بالمعدل السنوي البالغ 139.3 ملم، إلا أن الوضع أفضل بكثير من العام السابق.
كما شهدت بعض المناطق تساقط الثلوج، وهو ما كان له دور إضافي في تعزيز المخزون المائي للسدود. منذ بداية شهر فبراير، أضيف حوالي 1712 مليون متر مكعب من المياه إلى السدود، مما أدى إلى زيادة نسبة ملء السدود من 27% إلى 36% بحلول 20 مارس 2025. هذه الزيادة الكبيرة في مخزون المياه تساهم في تعزيز قدرة المملكة على تلبية احتياجاتها المائية في الأشهر القادمة، وتؤكد على التحسن الكبير في الوضع المائي.
نتيجة لهذه التحسينات، أصبح القطاع الفلاحي في وضع أفضل من السابق، وهو ما يعزز من آفاق الموسم الزراعي الحالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحسين وضع السدود والموارد المائية يعطي آمالاً أكبر للفلاحين والمزارعين في استمرار الدعم الحكومي لهم وتعزيز الإنتاج الزراعي في المستقبل.