تتويج أحمد زينون بجائزة صانع الأمل العربي في دبي تقديرا لإسهاماته الإنسانية

تتويج أحمد زينون بجائزة صانع الأمل العربي في دبي تقديرا لإسهاماته الإنسانية
في حدث لافت، شهدت دبي مساء الأحد الماضي تتويج المغربي أحمد زينون بجائزة “صانع الأمل العربي” في نسختها الخامسة، وهو تكريمٌ يسلط الضوء على الأفراد الذين يساهمون في خدمة الإنسانية. هذه الجائزة التي أُطلقت لتكريم الأفراد الذين يتفانون في العمل الاجتماعي والخيري، تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات التي تواجه المجتمعات في العالم العربي.
وقد تم الإعلان عن فوز زينون خلال حفل إنساني رائع حضره عدد من الشخصيات البارزة، حيث قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، بتقديم الجائزة. وفي تدوينة على حسابه الرسمي عبر منصة “إكس”، قال الشيخ محمد بن راشد: “ضمن حفل إنساني جميل، توجنا الليلة صانع الأمل الفائز بعد استلام 26 ألف قصة لمبادرة صناع الأمل 2025… والفائز هو أحمد زينون من المغرب… نبارك له ونشد على يديه.”
إن مبادرة “صناع الأمل” التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد في عام 2017، أصبحت من أبرز المبادرات الإنسانية في العالم العربي، حيث تعمل على تحفيز الشباب العربي ليكونوا أكثر فاعلية في مجتمعاتهم. وتستهدف هذه المبادرة، من خلال تكريم الشخصيات الملهمة، نشر الخير والأمل في المجتمعات العربية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها العديد من الأفراد.
من جهته، تمكن أحمد زينون، الذي يرأس جمعية “صوت القمر” في المغرب، من إحداث تحول إيجابي في حياة الأطفال المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ، المعروف باسم “أطفال القمر”. هذا المرض النادر يسبب حساسية شديدة تجاه الأشعة فوق البنفسجية، مما يعرض هؤلاء الأطفال لخطر الإصابة بأورام سرطانية.
بينما تواجه هذه الفئة من الأطفال تحديات صحية قاسية، لم يتردد أحمد زينون في تكريس حياته لتحسين وضعهم. بفضل جهوده، استطاع توفير بيئة آمنة للأطفال المصابين بالمرض، حيث عمل على تأمين مستلزماتهم الأساسية للحماية من الأشعة الشمسية، مثل الأقنعة الواقية والنظارات الخاصة التي تمنحهم القدرة على ممارسة حياتهم اليومية دون القلق من الأضرار الصحية.
ويشير زينون إلى أن قصته مع “أطفال القمر” بدأت عندما شاهد صورة لطفلة فقدت ملامحها بالكامل بسبب المرض. هذه الصورة كانت بمثابة نقطة تحول في حياته، مما دفعه إلى اتخاذ قرار بأن يكرس جزءاً من حياته لخدمة هذه الفئة المظلومة. لم يكن التحدي الذي واجهه زينون مقتصرًا على الجوانب الطبية فقط، بل امتد أيضًا إلى محاربة التنمر المجتمعي الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال.
ومن خلال الجمعية التي يديرها، استطاع زينون أن يوفر حلولًا عملية جعلت من حياة هؤلاء الأطفال أكثر طبيعية. بفضل الدعم الذي تقدمه الجمعية، بات بإمكانهم اللعب والخروج دون الخوف من التعرض للأشعة الضارة، ما ساهم في تحسين نوعية حياتهم بشكل كبير.
يؤكد أحمد زينون أن العمل الجماعي كان له دور كبير في هذه الإنجازات، حيث يعتبر أن التضامن المجتمعي هو السبيل الوحيد لحماية هؤلاء الأطفال من العزلة والتهميش. كما تسعى الجمعية إلى توسيع نطاق برامجها، لكي تشمل مزيدًا من الأطفال المصابين بهذا المرض النادر، وذلك من خلال تأمين المزيد من المعدات الوقائية ودعم الأبحاث الطبية.
إن حماية الأطفال المصابين بمرض “أطفال القمر” لا تقتصر فقط على تقديم الرعاية الصحية، بل تتطلب أيضًا بذل الجهود لتغيير النظرة المجتمعية تجاه هذه الفئة الهشة. وقد شدد زينون في تصريحاته على أن العمل المستمر والمتكاتف بين مختلف القطاعات المجتمعية هو السبيل لضمان مستقبل أفضل وأكثر أمانًا لهذه الفئة.
من جانبه، كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق مبادرة “صناع الأمل” في عام 2017 بهدف تكريم الأفراد الذين يساهمون في العطاء والخير في مجتمعاتهم. وهذه الجائزة تُعد أكبر تظاهرة إنسانية عربية مخصصة للاحتفاء بالمبادرات الإنسانية والخيرية في الوطن العربي.