تأثير الصيام على مرضى الربو وكيفية الحفاظ على صحة الرئتين خلال الشهر الكريم

يظن البعض أن الصيام يشكل عائقًا أمام مرضى الربو، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الصيام قد يكون له تأثير إيجابي على الجهاز التنفسي، خاصة في الحالات المستقرة، إذ يمكن أن يعزز من كفاءة الرئتين ويحد من الالتهابات التنفسية. ومع ذلك، يظل الحذر مطلوبًا لتجنب أي عوامل قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

توجد العديد من العوامل التي ينبغي على مرضى الربو الحذر منها أثناء الصيام، ومنها التدخين والمهيجات البيئية مثل الغبار وحبوب اللقاح، إضافة إلى التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والتعرض للهواء الجاف. كما أن تناول الأطعمة الدسمة التي تسبب عسر الهضم قد يزيد من فرص حدوث ضيق في التنفس، مما يستدعي اختيار نظام غذائي متوازن يحد من هذه المشكلات.

الدراسات العلمية التي تناولت العلاقة بين الصيام والربو توصلت إلى نتائج متباينة، حيث أظهرت بعض الأبحاث أن الصيام قد يسهم في تقليل بعض المؤشرات الالتهابية مثل السايتوكينات، وهي المركبات المسؤولة عن زيادة شدة الالتهابات التنفسية. كما أن الصيام قد يحد من نشاط بعض الخلايا المناعية، مما يساعد في تقليل التفاعلات التحسسية التي تساهم في نوبات الربو المتكررة.

رغم الفوائد المحتملة، فإن الصيام قد يشكل تحديًا لمرضى الربو الذين يعتمدون على البخاخات بانتظام، إذ إن نقص السوائل قد يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية، مما يزيد من ضيق الشعب الهوائية. الجفاف قد يكون عاملاً أساسيًا في تفاقم الأعراض التنفسية، لذا من المهم التأكد من تناول كميات كافية من السوائل خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور.

للصيام الآمن، ينصح مرضى الربو باستشارة الطبيب قبل بدء الصيام، وذلك لوضع خطة علاجية مناسبة تضمن تناول الأدوية بانتظام دون التأثير على سير الصيام. ينبغي أيضًا الحفاظ على أوقات استخدام البخاخات وتنظيم الجرعات وفقًا للحالة الصحية، مع التأكد من وجود البخاخ الإسعافي في متناول اليد تحسبًا لأي نوبة مفاجئة.

أما من الناحية الغذائية، فإن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامينات د، ج، هـ، بالإضافة إلى البيتا كاروتين والسيلينيوم، يمكن أن يساعد في تقوية الجهاز المناعي وتحسين وظائف الرئتين. تتوفر هذه العناصر في الفواكه والخضروات والمكسرات، بينما يُنصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على الكبريتيت والساليسيلات، إلى جانب الأطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل البقوليات والثوم، لما قد تسببه من انزعاج تنفسي.

الحفاظ على صحة الرئتين خلال الصيام يتطلب توازنًا بين العناية الطبية والالتزام بتدابير الوقاية، وذلك لضمان تجربة صيام آمنة دون التأثير على الحالة الصحية.