إقتصاد

برنامج “وفيرة” نموذج رائد للإندماج والتنقل المهني بين المغرب وإسبانيا

برنامج “وفيرة” نموذج رائد للإندماج والتنقل المهني بين المغرب وإسبانيا

يعتبر برنامج “وفيرة” من بين المبادرات التي تجسد التوجهات الحديثة في مجال التعاون بين المغرب وإسبانيا، حيث يرتكز على تعزيز التنقل المهني الدائري وتقديم نموذج ناجح للإندماج الاجتماعي والاقتصادي. هذا البرنامج يأتي ليعكس قدرة المغرب على استثمار إمكانيات مواطنيه وتنمية مهاراتهم عبر برامج تعلمية وتكوينية، كما يُعد فرصة لتمكين الفئات الضعيفة اقتصاديًا.

أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، في تصريحاته أثناء الحفل الختامي للبرنامج، على أهمية مشروع “وفيرة” في تطوير التنقل المهني الدائري، حيث أشار إلى دور المشروع في دعم النساء العاملات القرويات من خلال إكسابهن خبرات عملية في الخارج. هذا التنقل لا يقتصر على اكتساب مهارات مهنية فحسب، بل يشمل أيضًا تعزيز قدرة هؤلاء النساء على كسب مداخيل مستقرة، مما يساهم بشكل كبير في تنمية مجتمعاتهن المحلية عند عودتهن إلى أرض الوطن.

كما أضاف السكوري أن البرنامج يعد خطوة نحو تحقيق استراتيجية وطنية طموحة للتنقل المهني الدولي، وهو ما يضمن تحفيز التعاون المثمر بين المغرب وشركائه في الاتحاد الأوروبي ودول أخرى. في هذا السياق، كان التعاون مع إسبانيا نقطة محورية في نجاح البرنامج، حيث يتم تبني مقاربة قائمة على الشراكات المتكافئة والتي تضمن تقديم دعم مستدام للمشاركين في البرنامج.

في نفس السياق، أشادت وزيرة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، إلما سايز ديلغادو، بالنجاح الذي حققه برنامج “وفيرة” والذي ساهم في توفير فرص للمغربيات لبدء مشاريعهن الخاصة في إطار نظام المقاول الذاتي. كما أكدت ديلغادو أن البرنامج قد أسهم في تعزيز دمج 209 سيدة مغربية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بعد عودتهن إلى بلادهن، مما يعكس القيمة الحقيقية لهذا النوع من البرامج في دعم التنمية المستدامة على مستوى الأفراد والمجتمعات.

أما سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا لومبارت كوساك، فقد لفتت النظر إلى أهمية التعاون بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي في تعزيز الهجرة القانونية. وأكدت على أن برنامج “وفيرة” يعتبر نموذجًا حيًا للتعاون الدولي الذي يسهم في تعزيز الاستقلالية المالية للعاملات المغربيات، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يطمح إلى توسيع هذه المبادرات لتشمل دولًا أخرى في المستقبل القريب، وذلك في إطار الاستراتيجية الأوروبية الهادفة إلى تحسين فرص التدريب والتوظيف في أسواق العمل المختلفة.

من خلال هذه المبادرات التعاونية بين المغرب وإسبانيا، أصبح برنامج “وفيرة” مرجعًا في مجال الهجرة الدائرية. منذ انطلاقته، تمكن البرنامج من تدريب 231 سيدة مغربية، حيث استطاع تحقيق نتائج ملموسة تمثلت في إحداث 209 نشاط مدر للدخل. ومن خلال هذا النجاح، أصبح البرنامج مثالًا حيًا على كيفية تنفيذ برامج التنمية المستدامة التي تجمع بين تحسين حياة الأفراد والمساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!