بابا علي يفرض نفسه ضمن السباق الدرامي الرمضاني للموسم الثاني على التوالي
يحظى المسلسل الأمازيغي “بابا علي” بنسب مشاهدة عالية في المغرب، وينافس الأعمال الدرامية الناطقة بالعربية على الترند المغربي.
ونجح المسلسل، الذي تبثه القناة الثامنة الأمازيغية الثامنة خلال شهر رمضان بعد الافطار في تحقيق نسب مشاهدة عالية منذ بث أولى حلقاته العام الماضي، ليفرض نفسه ضمن السباق الدرامي الرمضاني للموسم الثاني على التوالي.
ويمزج المسلسل بين الدراما والكوميديا، وينهل، من التراث الأمازيغي رغم اعتماد جزء من حلقاته على قصة “علي بابا والـ40 لصا”.
مسلسل بابا علي من تأليف الفنان أحمد نتما، ويشارك في بطولته ثلة من الممثلين المغاربة، أبزرهم احمد عوينتي والحسين بارادواز وعبد اللطيف عاطف ومصطفى الصغير ومحمد باسو والزاهية وأمينة أشاوي، خديحة سكارين وعبد الرحيم اكزوم و لحسن حكار …. وآخرون، وهو إنتاج درامي ناطق باللهحة السوسية تشلحيت.
وحققت حلاقات المسلسل اكثر من 700 ألف مشاهدة على موقع يوتيوب، إذ تجاوزت إنتاجات درامية ناطقة بالدارجة المغربية في سباق التراند المغربي.
انسجام فريق العمل وحملهم هم إنتاج عمل درامي يُظهر غنى التراث الأمازيغي هو من بين أسباب نجاح “بابا علي”، رغم تزامن إنتاج موسمه الأول والثاني مع جائحة فيروس كورونا، وان من بين عوامل نجاح “بابا علي” أيضا “قوة السيناريو والحبكة الدرامية، وجرأته في تناول القضايا الاجتماعية في الوسط القروي”، و هذا النجاح “فريد من نوعه في تاريخ الدراما الأمازيغية”.
فما حققه بابا علي من نجاح سابقة في تاريخ الإنتاج الأمازيغي، إذ أصبح ينافس سلسلة حسن الفذ على المراتب الأولى لسباق الترند المغربي رغم ان الدراما الأمازيغية تعاني من نقص في الإنتاج مقارنة بالأعمال الدرامية الناطقة بالعربية، وعزت مصادر سبب ذلك إلى غياب الإرادة السياسية للقائمين على الشأن السينمائي والتلفزي بالمغرب رغم أن التراث المغرب “يزخر بحكايات وأساطير شعبية لم تجد بعد طريقها نحو التلفزيون، وذلك راجع بالأساس إلى ضعف المساحة الممنوحة للأعمال الدرامية الأمازيغية، ففي وقت يتم فيه إنتاج 10 أعمال درامية باللغة العربية، فلا يمنح لصناع الدراما الأمازيغ سوى مسلسل واحد سنويا” رغم ان كتاب السيناريو الذين يعملون في الدراما الأمازيغية يملكون من القدرات ما يؤهلهم لكتابة عشرات نصوص درامية تنهل من التراث الأمازيغي المغربي، كما ان قنوات القطب العمومي لم تحترم التزاماتها بإنتاج 30 في المائة من البرامج والأعمال الدرامية الناطقة بالأمازيغية.
وكانت “وزارة الثقافة والاتصال” المغربية قد أعلنت في ديسمبر عام 2018، عزمها مراجعة دفاتر تحملات القنوات العمومية، وذلك لتعزيز حضور الأمازيغية في برامجها.
وتلزم هذه الدفاتر القنوات العمومية المغربية بإنتاج برامج إخبارية ودرامية باللغتين الرسميتين للبلاد، كما تلزم، في هذا السياق، القنوت الناطقة بالعربية بإنتاج 30 في المائة من البرامج بالأمازيغية، لكن للاسف الشديد فهذه النسب لا توجد سوى على الورق، رغم أن القنوات العمومية المغربية والمركز السينمائي المغربي مدعوان إلى احترام دفاتر التحملات ومبادئ الخدمة العمومية.