“اليونسكو” تدرج الحناء في قائمة التراث الثقافي غير المادي
“اليونسكو” تدرج الحناء في قائمة التراث الثقافي غير المادي
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن إدراج الحناء وتقاليدها المرتبطة بها في مختلف البلدان العربية، بما في ذلك المغرب، ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية. هذا القرار جاء بعد تقييم شامل لهذه العادة التي تمثل جزء مهماً من الهوية الثقافية في العديد من البلدان، حيث تعكس الحناء ليس فقط جوانب الجمال، بل أيضًا الطقوس الاجتماعية والثقافية التي تحيط بها.
تمثل الحناء رمزية عميقة في حياة الفرد، فهي حاضرة منذ الولادة وترافق الشخص حتى وفاته. وبالرغم من تنوع استخداماتها عبر المناطق، إلا أن هناك دلالات ثقافية مشتركة تؤكد على مكانتها في التقاليد الاجتماعية. وقد ركز ملف الترشيح على هذه الأبعاد الرمزية التي تربط الحناء بجميع مراحل الحياة الإنسانية، لتسجل الحناء واحدة من أهم الموروثات التي تتعدى حدود المكان والزمان، فكل علامة تتركها على الجلد تنبض بالحكايات والذكريات التي يتم تداولها عبر الأجيال.
من ناحية أخرى، تميزت تصاميم الحناء بتنوعها بين المناطق، حيث تحمل كل منطقة خصوصياتها الثقافية. في شمال إفريقيا، وخصوصًا في الثقافة الأمازيغية، نجد أن الوشوم التي تُرسم بالحناء تتسم بأشكال هندسية تقليدية، بينما تتجه تصاميم الحناء في شبه الجزيرة العربية إلى الزهور والتفاصيل الأكثر جرأة. هذا التنوع يعكس الفوارق الثقافية التي جعلت من الحناء طقسًا ذا رمزية واسعة، يتضمن أحيانًا أغنيات وحكايات شفهية تُروى أثناء تزيين الأيدي.
من خلال هذا الإدراج التاريخي، حصلت الحناء على دعم كبير من الدول العربية، بما في ذلك المغرب، الذي كانت له مشاركة بارزة في ترشيح هذا العنصر الثقافي. وقد أشادت اليونسكو بالدور الذي تلعبه الحناء في تعزيز التقاليد الاجتماعية، مؤكدة على أهمية المحافظة على هذه الممارسات الثقافية الفريدة. في هذا السياق، تواصل اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاتها في أسونسيون، حيث تم تقديم العديد من الترشيحات لزيادة التنوع الثقافي في قائمة التراث.
تتزايد أهمية هذه المبادرة في ظل الدور المتنامي الذي تلعبه الحناء في التعبير عن الهوية الثقافية والفنية للمجتمعات العربية، ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوة من التقدير العالمي لهذه التقاليد التي تعكس التنوع الثقافي والروح المجتمعية.