فن وثقافة

المهرجان الدولي للدبلوماسية الثقافية والشعر الإنساني في الرباط يحتفل بالفنون المغربية والعالمية

المهرجان الدولي للدبلوماسية الثقافية والشعر الإنساني في الرباط يحتفل بالفنون المغربية والعالمية

 شهد المركز الثقافي أكدال بالرباط انطلاق المهرجان الدولي التاسع للدبلوماسية الثقافية والشعر الإنساني. هذا الحدث الكبير نظمه بدعم من وزارة الثقافة والتواصل وبالتعاون مع مجلس مقاطعة أكدال الرياض. واحتشدت جموع الحضور في هذا الحدث الذي يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب.

تأتي هذه الفعالية تتويجًا للرسالة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي أطلقها في 30 غشت 2013، والتي دعمت فكرة تشجيع الدبلوماسية الثقافية. كما أقيم المهرجان بالتزامن مع اليوم العالمي للإذاعة، حيث تم تكريم الإعلامية المتميزة سميرة الأشهب اعترافًا بإنجازاتها العظيمة في مجال الإعلام والإذاعة. تكريم الأشهب شكل لحظة رائعة للاحتفاء بمساهماتها الكبيرة في الوطن وفي مجال الإعلام.

شهد اليوم الأول للمهرجان تنوعًا ثقافيًا رفيع المستوى، حيث قدمت الشاعرة إمهاء مكاوي الفاسي من المغرب والشاعرة الإسبانية راكيل زارازاجا إلى جانب الشاعر التونسي المولدي بن عمر شعباني قراءات شعرية مؤثرة. هذه الوصلات الشعرية لم تقتصر على مجرد الأدب بل مزجت بين الثقافات المختلفة التي تمثل حوارًا إنسانيًا بديعًا.

كما تخلل الحفل وصلات موسيقية أضفت على الأجواء المزيد من التميز، حيث غنت المغنية المغربية سعيدة عمري أغنيتين شهيرتين بعنوان “مغربية” و”بلادي”، اللتين لقيتا تفاعلًا حارًا من الجمهور. كما قدم الفنان أبريان الأطلس وفرقة الفنان إبراهيم بركات عروضًا موسيقية رائعة أمتعت الحضور، حيث قدم بركات ثلاث أغاني ذات طابع وطني وأسطوري.

وقد تميز اليوم الأول أيضًا بمداخلات علمية غنية، حيث ألقى الأستاذ المحجوب اطويف، الباحث في التراث الحساني، محاضرة هامة بعنوان “دور الإذاعة الجهوية في الحفاظ على التراث الثقافي الحساني”، مستعرضًا كيف تساهم الإذاعة، مثل قناة العيون، في نقل التراث الحساني وحفظه من الاندثار. هذا الطرح الذي قدمه كان بمثابة تذكير بمدى أهمية وسائل الإعلام في الحفاظ على الهوية الثقافية.

في الإطار ذاته، تم تقديم مداخلات علمية من طرف مركز نماء للدراسات والأبحاث حول الصحراء، حيث قدم الدكتور يوسف الرقاي عرضًا نيابة عن رئيس المركز الدكتور أحمد بوهكو، إلى جانب كلمة للمركز الثقافي أفاق الذي شارك فيه رئيسه الدكتور محمد المختار لمجيدري، الذي تحدث عن دور الثقافة في النهوض بالمجتمع الصحراوي.

ومن أبرز ملامح هذه الدورة، كان حضور جمهورية غانا كضيف شرف، مما أضاف طابعًا دوليًا مميزًا للمهرجان. الحفل شهد أيضًا حضور عدد من السفراء والممثلين الدبلوماسيين من مختلف البلدان، مما أتاح فرصة لتبادل الأفكار والآراء حول الفنون والدبلوماسية الثقافية.

اختتم اللقاء بقراءة برقية ولاء وإخلاص موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس، تلاها رئيس الجامعة المغربية للشعر والفنون، الأستاذ أحمد التاغي، مما أضفى على المهرجان طابعًا رسميًا ووطنيًا يعكس التكامل بين الفنون والثقافة والهوية الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!