إقتصاد

المكتب الشريف للفوسفاط يوقع اتفاقا مع النيجر بدعم البنك الدولي لتحويل القطاع الزراعي وتعزيز صحة التربة

المكتب الشريف للفوسفاط يوقع اتفاقا مع النيجر بدعم البنك الدولي لتحويل القطاع الزراعي وتعزيز صحة التربة

وقع المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا، التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، بروتوكول اتفاق مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في النيجر. ويهدف هذا الاتفاق إلى تحويل سلاسل القيمة الفلاحية وتعزيز التنمية المستدامة بدعم من البنك الدولي. ويأتي هذا التعاون تأكيدًا على التزام المكتب بتطوير القطاع الزراعي وتحسين صحة التربة وخصوبتها.

جرت مراسم التوقيع في العاصمة النيجرية نيامي بحضور كبار المسؤولين. وشارك في الحفل وزير الزراعة والثروة الحيوانية، ووزير المناجم، وممثلون عن البنك الدولي. كما حضر الحدث عدد من الفاعلين الرئيسيين في قطاعات الفلاحة والتعدين. ويُعد هذا التعاون ثمرة شراكة ثلاثية بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والبنك الدولي، والتي انطلقت خلال الاجتماعات السنوية في مراكش عام 2023.

وفي سياق هذه الشراكة، عبّر المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا، محمد أنور جمالي، عن اعتزازه بهذا التعاون. وأكد على أهمية تعزيز الممارسات الفلاحية المستدامة لضمان الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح أن الخبرة التي تقدمها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إلى جانب دعم البنك الدولي، ستكون عاملًا أساسيًا في نجاح هذا المشروع الطموح.

من جانبه، أشار وزير الزراعة والثروة الحيوانية في النيجر، عثمان الحاج محامان، إلى أن هذه الشراكة تمثل مقاربة مبتكرة ترتكز على تعزيز القدرات المحلية. وأشاد بالدور الحيوي الذي تلعبه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في تدريب وتأهيل الفاعلين المحليين. كما شدد على أن هذا التعاون سيُسهم في بناء قطاع فلاحي حديث ومستدام. وسيساهم كذلك في دعم البحث العلمي وتشجيع الابتكار لخدمة المزارعين.

تعتمد هذه الشراكة على تنفيذ ست مبادرات رئيسية تهدف إلى إحداث تحول جذري في القطاع الفلاحي. ومن بين هذه المبادرات، تحسين صحة التربة من خلال رسم خرائط دقيقة تعتمد على تكنولوجيا متطورة. كما ستُطور نماذج مبتكرة لتسميد الأراضي بهدف زيادة الإنتاجية وضمان الاستدامة.

إلى جانب ذلك، سيشهد المشروع إنشاء مراكز خدمات فلاحية متطورة توفر للفلاحين مجموعة من الخدمات. وتشمل هذه الخدمات تسهيل الوصول إلى المدخلات الزراعية عالية الجودة، وأنظمة المكننة الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تقديم حلول ري مبتكرة وتسهيل التمويل للفلاحين. كما سيُتاح لهم فرص جديدة لتسويق منتجاتهم الزراعية.

ويولي هذا التعاون اهتمامًا خاصًا للشباب والنساء في مجالات التكنولوجيا الزراعية. ومن خلال برامج التكوين والاحتضان، سيتم دعم رواد الأعمال وتشجيع الشركات الناشئة على الابتكار. وسيُركز المشروع على توفير الأسمدة المخصصة التي تتلاءم مع طبيعة التربة والمحاصيل في النيجر، مما يعزز كفاءة الإنتاج الزراعي.

وفي إطار دعم القدرات المحلية، سيتعاون المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا مع جامعة محمد السادس لتعزيز مهارات الموزعين الزراعيين. كما سيقدم دعمًا مباشرًا للمؤسسات الوطنية العاملة في مجال البحث والتنمية الفلاحية. وسيشمل هذا الدعم المديرية العامة للزراعة والمعهد الوطني للبحوث الزراعية في النيجر.

ضمن الإجراءات التطبيقية، سيتم إنشاء ما يقرب من 230 حقلًا تجريبيًا بالتعاون مع الشركاء المحليين. وستُركز هذه الحقول على الزراعات السقوية مثل الأرز والخضروات، بما في ذلك الطماطم والبصل والبطاطس. وخلال الموسم الشتوي المقبل، سيتم إضافة 400 حقل تجريبي آخر مخصص للزراعات الشتوية. وتشمل هذه الزراعات محاصيل مثل الدخن، اللوبيا، والأرز، بهدف تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

ويواصل المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا جهوده لتوسيع الشراكات الاستراتيجية طويلة الأمد. ويهدف هذا التعاون مع جمهورية النيجر إلى تعزيز المرونة والازدهار في القطاع الفلاحي. كما يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

في ختام هذا المشروع الطموح، يتطلع جميع الأطراف إلى تعزيز قدرات المزارعين ورفع الإنتاج الزراعي. ويعكس هذا التعاون التزامًا حقيقيًا بدعم إفريقيا في مواجهة تحديات الأمن الغذائي. ومن خلال الابتكار والشراكة، ستتمكن النيجر من تحقيق نهضة زراعية مستدامة تعود بالنفع على الأجيال القادمة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!