المغرب يعزز مكانته السياحية باستقبال 3 ملايين سائح إسباني في عام 2024
المغرب يعزز مكانته السياحية باستقبال 3 ملايين سائح إسباني في عام 2024
حقق المغرب إنجازاً متميزاً في قطاع السياحة لعام 2024، حيث استقطب ما يزيد عن ثلاثة ملايين زائر من إسبانيا، ما يمثل زيادة بنسبة 16% مقارنة بالعام السابق. ويعكس هذا الارتفاع الكبير العلاقات الوثيقة بين المغرب وإسبانيا، إضافة إلى النمو المتسارع في التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين.
يُعزى هذا التقدم البارز إلى الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومتان لتعزيز الربط بينهما، إذ يتم تشغيل 260 رحلة جوية أسبوعية، إضافة إلى 60 اتصالاً بحرياً يومياً، مما يجعل التنقل بين الشعبين أكثر سهولة وسلاسة. وقد ساهمت هذه التسهيلات بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية وفي زيادة تدفق السياح بين البلدين.
وتحدثت كريمة بنيعيش، السفيرة المغربية في مدريد، عن الأهمية المتزايدة للتعاون بين المغرب وإسبانيا، مشيرة إلى أن العلاقات التجارية تمثل محوراً رئيسياً لهذه الشراكة. إذ يحتل المغرب المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. هذه العلاقات تتجسد من خلال وجود نحو 1000 شركة إسبانية تعمل في المغرب بشكل دائم، وتربطها علاقات تجارية منتظمة مع حوالي 20 ألف شركة مغربية.
ويُعتبر الاستثمار الإسباني في المغرب عنصراً أساسياً في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تبلغ قيمة هذه الاستثمارات حوالي 2 مليار يورو، ما أدى إلى خلق فرص عمل لحوالي 20 ألف شخص في قطاعات حيوية واستراتيجية. وقد أدى هذا التعاون إلى تعميق الروابط الاقتصادية بين البلدين، مع تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.
وفي سياق آخر، أكدت السفيرة المغربية على أهمية التعاون الثلاثي بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في إطار مشروع استضافة كأس العالم 2030، حيث يُعد هذا التعاون الأول من نوعه الذي يجمع بين قارتي أوروبا وأفريقيا. هذا المشروع يعكس الروابط القوية بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، ويجسد الثقة المتبادلة بين الدول الثلاث، مما يعزز مكانة المغرب كوجهة دولية.
ويمثل هذا التعاون خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الثلاث، حيث يُسهم في ترسيخ مكانة المغرب كجسر يربط بين القارتين، إضافة إلى كونه شريكاً استراتيجياً لإسبانيا والبرتغال. إن هذه الإنجازات تؤكد المكانة المتنامية للمغرب على الساحة الدولية، وتبرز أهمية دوره في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.