المغرب يطلق منصة رقمية جديدة ويتوجه نحو شبكة الإنترنت للجيل الخامس
المغرب يطلق منصة رقمية جديدة ويتوجه نحو شبكة الإنترنت للجيل الخامس
في خطوة هامة نحو تحسين الخدمات العمومية وتطوير البنية الرقمية، أعلنت الحكومة المغربية عن إطلاق منصة رقمية جديدة تجمع الخدمات الإلكترونية المتاحة للمواطنين. من المنتظر أن يتم الإعلان الرسمي عنها في 14 فبراير 2025. تهدف هذه المنصة إلى تسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات الرقمية المتنوعة، وتعريفهم بالإمكانات الرقمية المتاحة، خاصة أن هناك العديد من الخدمات التي لا يتم استخدامها على النحو الأمثل رغم توفرها. تشمل المنصة ما يقارب 600 خدمة إلكترونية موزعة بين الأفراد والمقاولات والإدارات العمومية.
وتعمل الحكومة على تعزيز التحول الرقمي في جميع القطاعات بهدف تسريع وتيرة هذا التحول الذي يعد أساسياً في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. في هذا السياق، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أن المغرب يسعى لتحسين تصنيفه في مؤشر تطوير الخدمات العمومية الإلكترونية من خلال تطبيق آليات قانونية حديثة. هذه الآليات تهدف إلى ضمان تطوير البنية التحتية الرقمية بشكل شامل لتلبية احتياجات كافة المواطنين والمقاولات في المستقبل القريب.
على جانب آخر، يواصل المغرب جهوده لتسهيل الإجراءات الإدارية عبر رقمنة العديد من المسارات. على سبيل المثال، تم تقليص عدد الوثائق المطلوبة للحصول على رخص فتح واستغلال دور الحضانة، كما تم تقليص مدة المعالجة. علاوة على ذلك، تمت رقمنة مسار الترشح للباكالوريا الحرة بالكامل، مما قلص المدة الزمنية بشكل ملحوظ، وأدى إلى تحسين تجربة المواطنين في التفاعل مع هذه الخدمات.
وتسعى الحكومة المغربية إلى تحسين البيئة الرقمية في العديد من القطاعات الأخرى مثل الصحة والتعليم، حيث يتم العمل على تطوير خدمات الإنترنت في هذه المجالات لتسهيل وصول المواطنين إليها. كما أن المغرب يواصل العمل على تعزيز البنية الرقمية في قطاع الاستثمار، حيث يتم إنشاء “المختبر الرقمي” لإنتاج تطبيقات ومنصات جديدة تسهم في تحسين كفاءة الخدمات العمومية.
وفيما يتعلق بالحوكمة الرقمية، تعكف الحكومة على وضع إطار مرجعي يهدف إلى تقييم مدى نضج الإدارات في إدارة البيانات، وتحسين جودة المعطيات الرسمية، وهو ما أدى إلى تحسين مستويات نضج السجلات الإدارية بنسبة 20٪ مقارنة بالسنوات السابقة. هذه الإجراءات تساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة من خلال تقديم بيانات دقيقة وموثوقة لجميع المواطنين.
بالإضافة إلى ما سبق، تم الإعلان عن قرب إطلاق شبكة الجيل الخامس للاتصالات في المغرب. هذه الشبكة ستغطي 25٪ من السكان بحلول عام 2026، مع خطط لتوسيع التغطية إلى 70٪ بحلول عام 2030. تهدف هذه الخطط إلى ضمان جاهزية المملكة لاستضافة كأس العالم 2030، من خلال توفير اتصال رقمي قوي وحديث على مستوى جميع المناطق.
وفي هذا الإطار، سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من المخطط الوطني للصبيب العالي، الذي يهدف إلى توفير التغطية لنحو 1,800 منطقة غير متصلة حاليًا بشبكة الإنترنت. كذلك، سيشمل هذا المخطط تعزيز شبكات الألياف البصرية لتغطية 5.6 مليون منزل بحلول عام 2030، مع تجهيز آلاف المواقع الإدارية بالخدمات الرقمية ذات السرعة العالية بحلول عام 2026. هذه الخطوات تؤكد التزام المغرب بتوفير خدمات إنترنت متطورة لجميع فئات المجتمع وتعزيز جاهزيته لتحديات العصر الرقمي.