المغرب يخطو خطوات ثابتة نحو إطلاق أول قمر صناعي ثابت جغرافيا
![](https://akhbarlyaoum24.ma/wp-content/uploads/2025/02/satellitemoroccotv.webp)
المغرب يخطو خطوات ثابتة نحو إطلاق أول قمر صناعي ثابت جغرافيا
يستعد المغرب لإطلاق أول قمر صناعي ثابت جغرافيًا من إنتاجه، وذلك في إطار مشروع طموح يهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية في المنطقة. أعلن المدير العام لشركة “تاليس” بالمغرب، يان ليفي، أن القمر الصناعي سيتم إطلاقه قبل نهاية عام 2025، وهو إنجاز يعد بمثابة تحول نوعي في مجال الاتصالات الفضائية بالمغرب.
يعتبر هذا المشروع ثمرة تعاون مثمر بين شركة “تاليس” العالمية والشريك المحلي “بانافسات”، إلى جانب الدعم الكبير الذي تقدمه السلطات المغربية في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز البنية التحتية التكنولوجية. من المقرر أن يشهد القمر الصناعي إطلاقه بعد الحصول على الضوء الأخضر من “بانافسات”، ليبدأ الإنتاج في أقرب وقت ممكن، وهو ما يعكس التقدم السريع لهذا المشروع الكبير.
سيتم تمويل المشروع بشكل مشترك بين الحكومة المغربية ممثلة في صندوق الإيداع والتدبير، إلى جانب مجموعة من البنوك الشريكة. يتوقع أن يوفر القمر الصناعي اتصالًا عالي السرعة لـ26 دولة أفريقية، بما في ذلك 23 دولة ناطقة بالفرنسية، مما يعزز التواصل بين هذه الدول ويزيد من سرعة نقل البيانات. سيغطي هذا المشروع منطقة تضم أكثر من 550 مليون نسمة على مساحة تصل إلى 12 مليون كيلومتر مربع، مما يجعل هذه المبادرة ذات أهمية استراتيجية كبرى في تحقيق الربط الرقمي بين هذه الدول.
إطلاق هذا القمر الصناعي سيكون له تأثير كبير في تحسين الاتصال الرقمي على مستوى القارة الأفريقية. يتميز القمر الصناعي الثابت جغرافيًا بقدرته على تغطية ثلث سطح الأرض، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في تطوير البنية التحتية الرقمية للمنطقة، لا سيما في المناطق التي تفتقر إلى تغطية الإنترنت الجيدة أو التي تعاني من ضعف الشبكات الأرضية.
من جهة أخرى، تجسد هذه المبادرة تعاونًا تقنيًا ضخمًا بين المغرب وفرنسا، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين “بانافسات” و”تاليس ألينيا سبيس” في أكتوبر 2024. جاء توقيع هذه الاتفاقية خلال الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، وهو ما يعكس العلاقة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات التكنولوجية.
يعد هذا المشروع جزءًا من الجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت وتوفير الاتصال عالي السرعة لجميع المواطنين والمجتمعات، بما في ذلك المناطق النائية التي قد تكون محرومة من هذه الخدمات.