المغرب يحقق تقدما ملحوظا في إنتاج الطماطم ويعزز مكانته في الأسواق العالمية
المغرب يحقق تقدما ملحوظا في إنتاج الطماطم ويعزز مكانته في الأسواق العالمية
في وقت تواجه فيه العديد من الدول تحديات كبيرة في إنتاج الطماطم بسبب تأثيرات التغير المناخي، استطاع المغرب أن يحقق تطوراً لافتاً في هذا القطاع. إذ شهد الإنتاج المغربي من الطماطم خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة بلغت 17%. هذا التقدم يبرز أهمية المغرب كمنافس قوي في الأسواق الزراعية العالمية، ليعكس قدرته على التكيف مع التغيرات المناخية والاقتصادية.
وقد أظهرت بيانات منصة “هورتو إنفو” المتخصصة في جمع وتحليل المعطيات الزراعية أن المغرب حقق زيادة في إنتاج الطماطم بنسبة ملحوظة بلغت 17% على مدار العقد الأخير. ففي سنة 2023، بلغ إنتاج الطماطم في المغرب نحو 1.444 مليون كيلوغرام، وهو رقم أكبر من إنتاج السنة نفسها قبل عشرة أعوام الذي بلغ 1.2 مليون كيلوغرام. هذه الزيادة تسلط الضوء على قدرة المغرب على تعزيز إنتاجه الزراعي على الرغم من الصعوبات التي تعاني منها العديد من الدول في هذا القطاع.
ورغم هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج الطماطم في المغرب، فإن العديد من الدول الكبيرة المنتجة للطماطم شهدت انخفاضاً في إنتاجها خلال نفس الفترة. ففي هولندا، انخفض الإنتاج بنسبة 20%، بينما انخفض في إسبانيا بنسبة 19%. أما في تركيا، فقد سجلت زيادة بنسبة 12.24%، وفي فرنسا ارتفع الإنتاج بنسبة 7.90%. هذه الأرقام تضع المغرب في موقع مميز مقارنة بالعديد من الدول الكبرى، ما يعزز من مكانته في الأسواق العالمية.
على الصعيد العالمي، تصدرت تركيا دول العالم في إنتاج الطماطم، حيث بلغ إنتاجها حوالي 13.3 مليون كيلوغرام. تلتها إسبانيا بإنتاج بلغ 3.968 مليون كيلوغرام، ثم فرنسا بـ656 مليون كيلوغرام. بينما احتل المغرب المركز الرابع في تصدير الطماطم في العالم، حيث بلغت حصته 10% من إجمالي الصادرات العالمية. هذا الأداء المتميز يعكس مكانة المغرب الريادية في مجال تصدير الطماطم ويعزز من سمعة منتجاته الزراعية في الأسواق الدولية.
لكن على الرغم من هذه النجاحات التي حققها المغرب في مجال التصدير، إلا أن هذه الزيادة في الصادرات أثارت بعض الانتقادات في القطاع الزراعي المحلي. فقد اشتكى العديد من المهنيين من قلة الطماطم في الأسواق المحلية وارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ. إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم إلى حوالي 10 دراهم، وهو ما يشكل عبئاً على الأسر المغربية في ظل ارتفاع الطلب المحلي على الطماطم، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
يزداد الطلب المحلي على الطماطم بشكل ملحوظ مع اقتراب شهر رمضان، حيث يستخدم المغاربة الطماطم في تحضير العديد من الأطباق التقليدية. هذا الطلب المرتفع يضع ضغطاً إضافياً على السوق المحلية، خاصة في ظل الصادرات التي تتزايد بشكل ملحوظ. ومن هنا تبرز الحاجة إلى تحسين التوازن بين التصدير والاستهلاك المحلي، من أجل ضمان استقرار الأسعار وتوفير الطماطم في الأسواق المغربية.
من الواضح أن المغرب حقق تقدمًا كبيرًا في قطاع إنتاج وتصدير الطماطم على مستوى العالم، ما يعكس قدرة القطاع الزراعي المغربي على التوسع والنمو. ومع ذلك، يجب أن يتم العمل على إيجاد حلول للموازنة بين التصدير وتلبية احتياجات السوق المحلي، لضمان استمرارية هذا النجاح على المدى الطويل.