مجتمع

المغرب يحافظ على نسبة ملء السدود عند 28% رغم التساقطات الأخيرة

المغرب يحافظ على نسبة ملء السدود عند 28% رغم التساقطات الأخيرة

شهدت مناطق عديدة في المغرب خلال الأيام الماضية موجات من التساقطات المطرية والثلجية التي أثرت على المشهد المناخي في البلاد، ومع ذلك لم تسجل نسبة ملء السدود تحسناً واضحاً. فقد أوضحت البيانات الرسمية الصادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء أن نسبة الملء الإجمالية للسدود استقرت عند 28% دون تغيير كبير مقارنة بالفترات السابقة.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن المخزون المائي الإجمالي في مختلف السدود بلغ 4.65 مليارات متر مكعب، وهو ما يمثل ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بالسنة الماضية عندما لم تتجاوز الكمية 3.68 مليارات متر مكعب. حيث كانت نسبة الملء آنذاك محددة في 22.85%، ما يعني تحسناً نسبياً لكنه لا يزال دون المستوى المطلوب لضمان استقرار الموارد المائية.

ورغم أن ارتفاع منسوب المياه المخزنة شمل جميع الأحواض التسعة الرئيسية في البلاد، فإن بعض المناطق لا تزال تعاني من انخفاض حاد في نسبة الملء. حيث سجل حوض “أم الربيع” نسبة ملء لم تتعدَّ 5%، فيما لم تتجاوز النسبة في حوض “سوس ماسة” 17%. مما يعكس استمرار التحديات التي تواجه هذه الأحواض في ظل نقص الموارد المائية.

أما بالنسبة للأحواض التي سجلت نسب ملء مرتفعة، فقد جاء حوض “زيز كير غريس” في الصدارة بمعدل 50%. تلاه حوض “تانسيفت” بنسبة 45.57%، ثم حوض “اللوكوس” بنسبة 45.09%. كما تراوحت نسب الملء في أحواض “أبي رقراق” و”سبو” و”ملوية” بين 36% و38%، فيما سجلت سدود “درعة واد نون” نسبة بلغت 30.77%، مما يعكس تفاوتاً واضحاً بين المناطق من حيث توافر المياه.

أما على صعيد التوقعات المناخية، فإن التقديرات الجوية تشير إلى استمرار الاستقرار في الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة. حيث ستكون الأجواء مشمسة نهاراً مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، خاصة في المرتفعات والمناطق الجبلية، مما قد يؤدي إلى تقليص فرص تحسن الوضع المائي على المدى القريب.

وتجدر الإشارة إلى أن التساقطات المطرية الأخيرة التي تزامنت مع منتصف فصل الشتاء كانت مركزة بشكل أساسي في المناطق الشمالية الغربية من المغرب. إلا أن هذه الكميات لم تكن كافية لتعويض النقص الكبير المسجل في الموارد المائية، وهو ما يفرض تحديات متزايدة تتعلق بتدبير المياه وضمان استدامتها خلال الأشهر القادمة، لا سيما مع الحاجة المستمرة إلى وضع استراتيجيات فعالة لمواجهة أزمة ندرة المياه.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!