منوعات

المغرب يتقدم في مؤشر القوة الاستراتيجية ويحتل مراكز متقدمة عربيا وإفريقيا

المغرب يتقدم في مؤشر القوة الاستراتيجية ويحتل مراكز متقدمة عربيا وإفريقيا

حل المغرب في المركز الأربعين عالميًا في مؤشر القوة الاستراتيجية، وهو تقدم ملحوظ مقارنة بالمرتبة الخامسة والأربعين في النسخة السابقة من نفس المؤشر. يظهر هذا التحسن بوضوح قدرة المغرب على تحسين موقعه على الصعيدين الإقليمي والدولي، مما يجعله أحد اللاعبين الرئيسيين في شمال إفريقيا وفي العالم. بالإضافة إلى ذلك، حقق المغرب المركز الرابع على مستوى القارة الإفريقية، مما يعكس تطورًا مستمرًا في قوته الاستراتيجية.

المغرب تفوق على العديد من الدول الإفريقية والعربية، حيث جاء بعد جنوب إفريقيا التي تصدرت القارة الإفريقية وحلت في المركز السابع والعشرين عالميًا. بينما حلت نيجيريا في المرتبة الثانية إفريقيًا والحادية والثلاثين عالميًا، تلتها مصر في المرتبة الثالثة على مستوى القارة الإفريقية والسادسة والثلاثين عالميًا. في الوقت ذاته، تميزت السعودية بتفوقها على مصر، إذ جاءت في المركز الثلاثين عالميًا، مما وضعها في المرتبة الأولى عربيًا.

على المستوى العربي، جاء المغرب في المرتبة الثالثة بعد السعودية ومصر، ليكون ثاني دولة في منطقة شمال إفريقيا من حيث القوة الاستراتيجية. تجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة احتلت المركز الرابع في العالم العربي. تعكس هذه النتائج المكانة المتزايدة التي يحظى بها المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.

من جانب آخر، لم تقتصر القوة الاستراتيجية للمغرب على تحسين ترتيبها في المؤشرات العامة، بل شملت أيضًا تقدماً ملحوظًا في بعض المؤشرات الفرعية التي تسهم في تعزيزه. فقد احتل المغرب المرتبة السادسة عشرة في مؤشر سكك القطارات فائقة السرعة، وهو إنجاز هام يعكس تطور بنية النقل في المملكة. كما أتى في المرتبة العشرين من حيث رواج الحاويات التجارية، ما يعكس دوره الحيوي في التجارة العالمية، بالإضافة إلى المرتبة الخامسة والعشرين في عدد السياح الأجانب.

لا شك أن هذه المؤشرات تساهم في تعزيز مكانة المغرب على الخريطة العالمية من حيث القدرة الاستراتيجية. إضافة إلى ذلك، فإن المغرب جاء في المركز الثاني والثلاثين في مؤشر المنطقة الاقتصادية الخالصة، والمركز الثالث والثلاثين في طول الشواطئ والطرق السيارة، ما يعكس تطور بنيته التحتية بشكل متكامل. كما حصل المغرب على المرتبة السادسة والثلاثين في مجال الأراضي المسقية، ما يعزز من موقعه في الزراعة والإنتاج الغذائي.

لكن، في المقابل، يواجه المغرب بعض التحديات الكبيرة التي تتطلب تحسينًا مستمرًا. من أبرز هذه التحديات هو استقلاله المائي، حيث حل في المرتبة الرابعة والتسعين عالميًا في مؤشر المياه العذبة المتجددة. كما جاء في المرتبة الثامنة والستين من حيث طول السكك الحديدية، وفي المرتبة الستين من حيث الناتج الداخلي الخام. على الرغم من هذه التحديات، فإن المغرب يبذل جهودًا مستمرة لتحسين هذه القطاعات الحيوية.

من الأسباب التي ساعدت في تقدم المغرب إلى المركز الأربعين عالميًا هي استثماراته الكبيرة في البنية التحتية، خاصة فيما يتعلق بتنظيم كأس العالم 2026، والذي من المتوقع أن يعزز الاقتصاد الوطني بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، ساهم الإنفاق العسكري المتزايد في تعزيز القوة الاستراتيجية للمغرب. ومن جهة أخرى، لا يمكن تجاهل دور الموانئ المغربية في التجارة الدولية، خاصة ميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي، مما عزز من قدرة المغرب في هذه المجالات.

من ناحية أخرى، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه السياحة في تعزيز ترتيب المغرب في هذا المؤشر. فالمغرب أصبح وجهة سياحية رئيسية بفضل موقعه الجغرافي المتميز وتنوعه الثقافي والتراثي، مما جعله من بين أفضل الوجهات السياحية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!