المغرب يتألق كضيف شرف في الدورة الثالثة عشرة من مهرجان بيلباو الدولي للنقش والفن على الورق
المغرب يتألق كضيف شرف في الدورة الثالثة عشرة من مهرجان بيلباو الدولي للنقش والفن على الورق
احتفى مهرجان بيلباو الدولي للنقش والفن على الورق في دورته الثالثة عشرة بالمغرب كضيف شرف، ليبرز مكانته كأحد رموز الفنون التشكيلية المتنوعة والغنية، حيث يُعتبر هذا المهرجان من أبرز الفعاليات الأوروبية المخصصة لفنون الطباعة. يأتي اختيار المغرب تكريسا للعلاقات الثقافية التي تجمع بينه وبين إسبانيا، كما يعكس التزام المملكة بتعزيز الحوار الثقافي والفني بين مختلف الشعوب.
شارك في هذا الحدث الفني الكبير حوالي عشرين فنانا مغربيا، تحت إشراف الفنان خالد البكاي، حيث قدموا مجموعة واسعة من الأعمال التي تمزج بين التقنيات التقليدية والحديثة في فنون الطباعة، بما في ذلك الحفر على الزنك والطباعة بالألوان والسيريغرافيا. جسدت هذه الأعمال الفنية قدرة الفن المغربي على الجمع بين الأصالة والتجديد، مما جعله مصدر إلهام لفنانين عالميين عبر مختلف الأزمنة.
تميز البرنامج الفني للمغرب بدعم مؤسسات بارزة مثل مؤسسة TGCC للفن والثقافة، إلى جانب مشاركة مساحات فنية مغربية معروفة مثل معرض بسمة، ومعرض مراسم، ومقر الإبداع الفني MK Art Residence. تمثل هذه المؤسسات جزءا من الدينامية الفنية التي يشهدها المغرب، حيث تسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة فنية وثقافية عالمية.
اشتملت الفقرة المخصصة للمغرب أيضا على مشروع “مكعب الإغواء”، وهو مبادرة مشتركة بين طلاب المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء وزملائهم من مدرسة أرجى آرت في بيلباو، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز الروابط الثقافية والإبداع المشترك. هذا المشروع أتاح فرصة فريدة للشباب لاستكشاف إمكانيات الفن التعاوني في بيئة تعليمية مميزة.
كما سلط المهرجان الضوء على جهود المغرب في دعم الفن الحديث من خلال مؤسسات كبرى مثل متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، إضافة إلى دعمه المتواصل للمواهب الشابة عبر المدارس الفنية والمعارض. يُعد هذا النهج انعكاسا لرؤية المملكة في الحفاظ على تراثها الثقافي الغني وتطويره بما يتماشى مع تطلعات العصر.
شهد المهرجان مشاركة واسعة من أكثر من 60 عارضا و500 فنان دولي، مع حضور دولي بارز من بلدان مثل البرتغال وفرنسا والمكسيك إلى جانب المغرب. شكل الحدث منصة فريدة لتبادل المعرفة والخبرات، من خلال ورش العمل والدروس المتخصصة والطاولات المستديرة التي ناقشت قضايا معاصرة مثل المساواة بين الجنسين في الفن، مما عزز دور المهرجان كجسر ثقافي يربط بين القارات والأجيال.