المغرب يبرز بمنتجاته الفلاحية في الأسبوع الأخضر الدولي ببرلين
المغرب يبرز بمنتجاته الفلاحية في الأسبوع الأخضر الدولي ببرلين
افتتح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، الجناح المغربي في فعاليات الدورة الـ 89 للأسبوع الأخضر الدولي في برلين، بحضور وزير الغذاء والزراعة الألماني جيم أوزدمير. كما كان حاضراً نائب سفيرة المغرب في ألمانيا عبد القادر الطالب، إلى جانب العديد من الشخصيات والمسؤولين المغاربة والألمان الذين شهدوا انطلاق الحدث.
الأسبوع الأخضر الدولي يعد من أكبر الفعاليات الزراعية على مستوى العالم، حيث يعقد بين 17 و26 يناير 2025، ويجمع ممثلين عن قطاعات الفلاحة والزراعة من مختلف أنحاء العالم. المغرب يشارك هذا العام في هذه الفعالية بهدف تقديم رؤية واضحة للمستقبل الزراعي الوطني في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”. وتُركِّز هذه الاستراتيجية على تطوير زراعة حديثة ومستدامة قائمة على الجودة والابتكار، وتعتبر هذه المشاركة فرصة مميزة لتسليط الضوء على النهج المستدام الذي يتبناه المغرب في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح وزير الفلاحة المغربي في كلمته الافتتاحية أن مشاركة المملكة في هذا الحدث العالمي تأتي في سياق تعزيز الشراكات الدولية في المجال الفلاحي، كما تهدف إلى الترويج للمنتجات المغربية التي تبرز الجودة والابتكار في التصنيع الفلاحي. وأضاف البواري أن المغرب يسعى من خلال هذا المعرض إلى إبراز نجاحاته في الزراعة الصديقة للبيئة، والتي تستجيب لمتطلبات السوق العالمية فيما يخص الاستدامة وجودة المنتج.
المشاركة المغربية: منتوجات غنية وأصيلة
الجناح المغربي يعكس التنوع الفلاحي والثقافي الذي يميز المملكة، من خلال عرض مجموعة واسعة من المنتجات المحلية ذات القيمة المضافة العالية. المنتجات المعروضة تشمل زيت الأركان، زيت الزيتون، الزعفران، التمور، والنباتات العطرية والطبية التي تمثل مختلف جهات المغرب. هذه المنتجات لا تقتصر على كونها غذائية فقط، بل تعكس أيضاً الهوية الثقافية للمملكة والارتباط الوثيق بين الزراعة والحرف التقليدية.
يشارك في الجناح المغربي 21 عارضاً يمثلون 39 تعاونية، تضم 1079 عضواً، من بينهم تعاونية من المناطق المتضررة بالزلزال في الحوز. هذه المشاركة هي الأولى من نوعها لثماني تعاونيات، مما يتيح فرصة فريدة لهذه الفئات المحلية لعرض منتجاتها في السوق العالمية. كما أن النساء يشكلن 32% من أعضاء هذه التعاونيات، وغالبيتهن من المناطق القروية.
الفرص التجارية والتوسع الاقتصادي
الأسبوع الأخضر الدولي ببرلين يستقطب أكثر من 1,400 عارض من 60 دولة وأكثر من 300,000 زائر، مما يجعله منصة عالمية لتبادل الخبرات حول قطاع الفلاحة والبستنة. بالنسبة للمغرب، تُعتبر هذه المشاركة فرصة كبيرة لتوسيع دائرة صادراته الفلاحية وتعزيز حضوره في الأسواق الأوروبية، خاصة السوق الألمانية. كما تهدف المشاركة إلى تسويق المنتجات الفلاحية المغربية كأمثلة بارزة في مجال الاستدامة والجودة، مما يسهم في رفع مستوى الوعي حول العلامات التجارية الوطنية.
المشاركة المغربية تمثل أيضاً فرصة لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تعزيز العلاقات التجارية في قطاعي الابتكار وتحويل المنتجات الفلاحية. تماشياً مع التوجهات العالمية المتغيرة، يسعى المغرب لاستكشاف آفاق جديدة في مجالات الاستدامة والابتكار الزراعي، مما يفتح الباب أمام فرص تجارية وتقنية جديدة.
التعاون الدولي والتبادل الثقافي
تعتبر الفعاليات التي يُنظِّمها الأسبوع الأخضر الدولي بمثابة منصة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الدول المشاركة. هذا الحدث يوفر فرصة للمغرب لتبادل الخبرات والتقنيات الزراعية مع مختلف دول العالم، ما يعزز موقعه كداعم رئيسي للاستدامة والابتكار في القطاع الفلاحي. علاوة على ذلك، يعكس الجناح المغربي تنوع المنتجات الفلاحية التقليدية والمعاصرة، ويُظهر قدرة المملكة على دمج الابتكار مع التراث الفلاحي العريق.
مستقبل الزراعة المغربية في السوق العالمية
من خلال هذه المشاركة في الأسبوع الأخضر، يظهر المغرب جديته في تحديث القطاع الزراعي الوطني بما يتماشى مع المعايير الدولية. وقد أصبح هذا الحدث من أهم الوسائل التي يمكن أن تساعد في تعزيز الوعي العالمي بمزايا المنتجات المغربية. كما أن المملكة تستثمر في تعزيز التعاون مع العديد من الدول ذات الأسواق الواعدة، ما يفتح المجال أمام منتجاتها لدخول أسواق جديدة وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني.