مجتمع

المغرب قوة راسخة في محاربة الإرهاب وتفكيك شبكاته الدولية

المغرب قوة راسخة في محاربة الإرهاب وتفكيك شبكاته الدولية

لقد نجح المغرب في بناء سمعة دولية قوية كمحارب رئيسي للإرهاب بفضل جهوده المتواصلة في التصدي لتهديدات الجماعات المتطرفة. وذلك وفقاً لما نشرته المجلة الفرنسية “لوبوان”، التي أكدت قدرة المغرب على التصدي للإرهاب من خلال استراتيجيات أمنية متقدمة وفعالة. يرى الخبراء أن البلاد حققت نجاحًا كبيرًا في حماية أمنها واستقرارها عبر اليقظة الأمنية المستمرة والتخطيط الاستباقي، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في مجال مكافحة الإرهاب على الساحة العالمية.

من بين العوامل التي تساهم في هذا النجاح هو الموقع الجغرافي للمغرب، الذي وضعه في مواجهة تحديات أمنية معقدة على مستوى المنطقة. إلا أن المغرب، بفضل قدرته على التكيف مع هذه التهديدات، استطاع تحقيق توازن بين تأمين حدوده ومحاربة الفكر المتطرف. فتاريخيًا، كان للمغرب دور رئيسي في التصدي لمحاولات اختراق حدوده من قبل جماعات إرهابية مثل تنظيم “داعش” وغيره، ما جعله حائط صد أمام هذه التنظيمات في منطقة الساحل.

على الرغم من أن المقاربة الأمنية تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب، إلا أن البلاد اعتمدت أسلوبًا شموليًا في هذا المجال. فقد اشتمل هذا الأسلوب على إصلاحات دينية مهمة تهدف إلى تعزيز الفكر المعتدل وتطوير استراتيجيات دينية تتماشى مع القيم الإنسانية والتسامح. كان من أبرز هذه الإصلاحات، البدء في إصلاح الحقل الديني منذ بداية الألفية الثالثة. هذه المبادرات ساعدت في نشر ثقافة الإسلام المعتدل من خلال المجالس العلمية الجهوية والمجلس العلمي الأعلى، الذي أصبح المؤسسة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى في المملكة.

ومن جانب آخر، تميز المغرب بتطوير برامج تهدف إلى القضاء على الفكر المتطرف من جذوره، من خلال تفعيل برامج داخل المؤسسات السجنية. في عام 2017، أطلق المغرب برنامج “مصالحة” الذي يهدف إلى إعادة تأهيل المعتقلين على خلفية قضايا إرهابية. وقد أظهر البرنامج نجاحًا ملحوظًا، حيث استفاد منه أكثر من 331 معتقلاً عبر 15 دورة تدريبية، مما يبرز فعالية هذا البرنامج في تجنب عودة هؤلاء الأفراد إلى التطرف. يُعتبر هذا البرنامج مثالاً ناجحًا على إمكانية إحداث تغييرات حقيقية في المواقف الفكرية للأفراد المتورطين في قضايا الإرهاب.

أما على المستوى الدولي، فقد لعب المغرب دورًا محوريًا في نشر الفكر المعتدل خارج حدوده. من خلال اتفاقيات التعاون مع دول إفريقية عديدة مثل مالي وكوت ديفوار والسنغال، بالإضافة إلى دول أخرى مثل تونس وتشاد، استطاع المغرب أن يساهم في نشر قيم الوسطية ومحاربة الفكر المتطرف في مناطق مهددة بوجود الجماعات الإرهابية. وتُظهر هذه الاتفاقيات حرص المغرب على تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وتعليم الأئمة وتدريبهم على كيفية مواجهة الأفكار المتشددة.

كما يُعد معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات مثالاً آخر على الجهود المغربية في هذا الصدد. يُخرج المعهد سنويًا 150 إمامًا و50 مرشدة، مما يساهم بشكل فعال في نشر القيم الدينية المعتدلة. يعمل المعهد على تكوين أئمة قادرين على تقديم خطب دينية معتدلة تتماشى مع معايير التسامح والوسطية، وهو ما يعد خطوة حيوية لمكافحة التطرف في الدول التي تشهد تهديدات إرهابية. يساهم هؤلاء الأئمة في تقوية الروابط بين المجتمعات الإسلامية وتعزيز قيم السلام في مناطق تعد بمثابة نقاط ضعف ضد الفكر المتطرف.

تثبت هذه الجهود الشاملة أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تعزيز دوره كحليف رئيسي في الحرب العالمية على الإرهاب. من خلال مزيج من الإجراءات الأمنية المحنكة، والإصلاحات الدينية، والبرامج التعليمية، استطاع المغرب أن يُثبت نفسه كداعم رئيسي للاستقرار في منطقة شمال إفريقيا وخارجها.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!