إقتصاد

المعرض الدولي للفلاحة بباريس يحتفي بالمغرب كضيف شرف لأول مرة

المعرض الدولي للفلاحة بباريس يحتفي بالمغرب كضيف شرف لأول مرة

اختتم المعرض الدولي للفلاحة بباريس فعالياته  ليعرب عن اعتزازه الكبير باستضافة المغرب كضيف شرف لأول مرة في تاريخه. هذه المشاركة جاءت لتعكس التطور الكبير الذي شهدته العلاقات الفلاحية بين المغرب وفرنسا ولتعزز مكانة المعرض كحدث عالمي بارز في المجال الفلاحي. وقد وصف المنظمون هذه الدورة بأنها “نقطة تحول استراتيجية”، مشيرين إلى أن المغرب قد أضاف بعدًا جديدًا للمعرض الذي أصبح بمثابة ملتقى لا محيد عنه لكل المهتمين بالفلاحة والمستقبل الزراعي.

لقد شهد المعرض في دورته لعام 2025 إقبالًا غير مسبوق، حيث بلغ عدد الزوار أكثر من 600 ألف شخص. المعرض، الذي استقطب نحو ألف عارض، تميز بعرض حوالي 4 آلاف حيوان على مساحة 16 هكتارا. كانت هذه الدورة أكبر حدث فلاحي في فرنسا، لتسلط الضوء على دور الفلاحة في تطوير الاقتصاد الوطني الفرنسي واحتفاءً بالعاملين في هذا القطاع. من خلال هذه الفعالية، تم إبراز التزام الفلاحين الفرنسيين والمغاربة بالمستقبل الزراعي وكيفية الحفاظ على استدامة الإنتاج.

من جهة أخرى، كانت مشاركة المغرب في هذا المعرض حدثًا فارقًا، حيث شهد جناحه الوطني إقبالاً كثيفًا من الزوار والمهنيين. جودة المنتجات المحلية المغربية كانت أحد أبرز معالم هذا الجناح، والذي أظهر تنوعًا غير مسبوق في المنتجات الزراعية. وقد كان هذا النجاح باهرًا بفضل الجهود التي بذلتها وكالة التنمية الفلاحية التي أشرفت على تنظيم الجناح. كما أن حضور شخصيات بارزة من الحكومة الفرنسية، مثل رئيس الوزراء فرانسوا بايرو وعدد من أعضاء حكومته، بالإضافة إلى نواب برلمانيين، أضاف طابعًا خاصًا لهذه المشاركة.

الجناح المغربي في المعرض كان امتدادًا طبيعيًا للثروات الزراعية الغنية التي يتميز بها المغرب. وقد شارك في هذا الجناح نحو ثلاثين عارضًا يمثلون 76 تعاونية فلاحية من مختلف مناطق المغرب. هؤلاء العارضون، الذين يمثلون حوالي 2000 فلاح صغير، كانوا حريصين على عرض منتجاتهم المتنوعة التي تجسد التنوع الفلاحي في المملكة. لم تقتصر المشاركة على مجرد عرض المنتجات، بل شملت أيضًا تقديم فرص للتعاون والتبادل المعرفي بين الفلاحين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين، مما يعزز الشراكة بين البلدين في هذا القطاع الحيوي.

عند تدشين الجناح الوطني المغربي، كانت الأنظار متجهة نحو رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، الذي حضر افتتاح المعرض إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. هذه الزيارة الرسمية أضافت بُعدًا دبلوماسيًا هامًا، حيث تم تبادل الخبرات بين المسؤولين في قطاع الفلاحة وأهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في تحسين الإنتاج. كان هذا الحدث بمثابة فرصة ذهبية للمغرب لتسليط الضوء على إنجازاته في قطاع الفلاحة، وهو ما لاقى تقديرًا من الحضور المحلي والدولي.

ما يميز هذه الدورة من المعرض هو الانفتاح الدولي غير المسبوق الذي شهده الحدث، خاصة بعد استضافة المغرب كضيف شرف. هذا التوجه يعكس رؤية المعرض المستقبلية التي تهدف إلى توسيع آفاق التعاون بين الدول المشاركة. استضافة المغرب كضيف شرف لم تكن مجرد حدث عابر بل كانت محطة هامة في مسار تعزيز التعاون بين المغرب وفرنسا في المجال الفلاحي، وهو ما يفتح أفقًا واسعًا للتبادل التجاري والتكنولوجي بين البلدين.

ختامًا، فإن المعرض الدولي للفلاحة بباريس لعام 2025 يمثل فرصة ثمينة للمغرب لعرض إمكانياته الزراعية واحتياجاته في تطوير هذا القطاع الحيوي.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!