المستشفى العسكري بالرباط يحقق إنجازا مهما في مجال زراعة الأجهزة المساعدة للقلب والشرايين

المستشفى العسكري بالرباط يحقق إنجازا مهما في مجال زراعة الأجهزة المساعدة للقلب والشرايين
في خطوة طبية متقدمة، تمكن المستشفى العسكري محمد الخامس في الرباط من إجراء أول عملية زرع لجهاز مساعد للقلب والشرايين، وذلك بهدف إنقاذ حياة مريض يعاني من قصور حاد في عضلة القلب. كان المريض، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، يعاني من مرحلة متقدمة لهذا المرض، مما جعل هذه العملية أمرًا بالغ الأهمية لإنقاذ حياته.
وقد تم تنفيذ هذه العملية الجراحية المبتكرة باستخدام جهاز ميكانيكي لمساعدة الدورة الدموية. هذا الجهاز، الذي تم زرعه في البطين الأيسر للقلب، يعمل على سحب الدم وضخه عبر الصمام الأبهري. هذه التقنية تهدف إلى تحسين وظائف القلب، وبالتالي دعم حياة المريض بشكل فعال. العملية تعتبر خطوة نوعية في مجال الرعاية الطبية، حيث تفتح آفاقاً جديدة لعلاج حالات القصور القلبي المتقدمة.
استغرقت العملية نحو أربع ساعات من العمل الجراحي المتقن، وقد تطلبت جهدًا كبيرًا من الفريق الطبي المختص، بالإضافة إلى مراقبة دقيقة خلال فترة ما قبل وما بعد العملية. كما تطلب التدخل استخدام تخدير عالي الخطورة لضمان سلامة المريض طوال مراحل الجراحة. هذه الخطوة، التي تم تنفيذها في مركز طب القلب المتخصص التابع للمستشفى العسكري، تبرز الجهود المستمرة لتطوير الخدمات الطبية في المملكة.
الفريق الطبي الذي أشرف على العملية ضم مجموعة من الخبراء المتخصصين في هذا النوع من الجراحات المعقدة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المركز الطبي الرائد قد تم تدشينه من قبل جلالة الملك محمد السادس في عام 2017، وهو يعتبر من المراكز المتقدمة في المنطقة في مجال علاج أمراض القلب والشرايين. بعد مرور شهر على إجراء العملية، استطاع المريض التعافي بالكامل وبدء مرحلة إعادة التأهيل، وهو ما يعكس النجاح الكبير لهذه التقنية الطبية في المملكة.
بفضل هذه العملية المتميزة، أصبح المستشفى العسكري محمد الخامس من بين المؤسسات الطبية القليلة في العالم التي تمتلك القدرة على إجراء مثل هذه العمليات وفقًا للمعايير العالمية. وهذا النجاح يسهم في تعزيز مكانة المغرب في مجال الطب العلاجي، ويساعد في توفير العلاج الفعّال للعديد من المرضى الذين يعانون من أمراض القلب المزمنة.
هذا الإنجاز الطبي يعد خطوة مهمة نحو التوسع في تطبيق هذه العلاجات المتطورة في المستقبل، مما يتيح للعديد من المرضى الاستفادة منها. وقد فتحت هذه العملية المجال لتطوير قدرات المملكة في مجالات طبية أخرى، حيث أن الخبرة التي اكتسبها الفريق الطبي في هذا المجال من شأنها أن تساهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية بشكل عام.