المؤتمر الدولي للابتكار التكنولوجي والاستثمار السياحي في المغرب يعزز الدور الرائد للمملكة في القطاع السياحي
المؤتمر الدولي للابتكار التكنولوجي والاستثمار السياحي في المغرب يعزز الدور الرائد للمملكة في القطاع السياحي
احتضنت مدينة مراكش مؤخرًا فعاليات المؤتمر الدولي للابتكار التكنولوجي والاستثمار السياحي، وهو حدث مهم نظّمته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة والشركة المغربية للهندسة السياحية.
ترأست الوزيرة فاطمة الزهراء عمور هذا المؤتمر الذي شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة، مثل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، وكريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، وعماد برقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية. كما حضر أيضًا حميد بن طاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة.
أثناء افتتاحها للمؤتمر، أكدت الوزيرة عمور على أهمية الابتكار والرقمنة في تطوير وتعزيز القطاع السياحي في المغرب، مشددة على الرؤية الملكية التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز رائد للابتكار السياحي على مستوى إفريقيا. كما أشارت إلى مكانة المغرب كمحور تكنولوجي في القارة، وهو ما يعزز استقطاب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
كما أكدت الوزيرة أن الابتكار التكنولوجي سيكون له دور محوري في النهوض بالصناعة السياحية المغربية. إذ يعد الاستثمار في هذا المجال حجر الزاوية لتعزيز التنافسية وجذب الاستثمارات الأجنبية. وأوضحت أن هذا التحول الرقمي سيؤدي إلى خلق فرص اقتصادية مستدامة في المغرب، مما يساهم في بناء قطاع سياحي أكثر صمودًا ويحفز التنمية المستدامة في المستقبل.
في هذا السياق، شددت الوزيرة على أهمية الاستثمارات المتزايدة في قطاع السياحة التي لا تقتصر فقط على تعزيز البنية التحتية ولكن أيضًا على تطوير المشاريع التي تدعمها برامج مثل صندوق محمد السادس للاستثمار وميثاق الاستثمار وبرنامج “GO سياحة”. هذه المبادرات تسهم في دفع القطاع السياحي إلى آفاق جديدة من النمو والابتكار، مما يجعل المغرب وجهة رائدة في المنطقة.
أشارت الوزيرة أيضًا إلى النجاحات الاستثنائية التي حققها المغرب في عام 2024، مع استقبال حوالي 17.4 مليون سائح، وهو ما يعكس نجاح الاستراتيجية السياحية التي اعتمدتها المملكة. هذا الأداء يؤكد التقدم الكبير في صناعة السياحة ويعكس النجاح المستمر للمبادرات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كمقصد سياحي عالمي.
من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، أهمية الابتكار التكنولوجي في تعزيز القدرة التنافسية للسياحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأشاد بالجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال، مشيرًا إلى أن الابتكار هو عامل رئيسي لاستدامة نمو القطاع السياحي وجذب الاستثمارات الدولية. وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعكس التزام المملكة بدعم التحولات التكنولوجية في هذا القطاع الحيوي.
وشهد المؤتمر أيضًا إطلاق دليل خاص بالاستثمار السياحي، الذي يقدم رؤية شاملة حول الفرص الاستثمارية المتاحة في المغرب. هذا الدليل يأتي في إطار استراتيجية المغرب لاستقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو جزء من الخطة الهادفة إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية مستدامة.
خلال فعاليات المؤتمر، تم تكريم خمس شركات ناشئة مغربية نظير مبادراتها المبتكرة في القطاع السياحي. من بين هذه الشركات، تم تكريم “عطار” من الدار البيضاء و”إيكو دوم” من طاطا، وذلك تقديرًا لجهودهم في تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تُسهم في تحسين التجربة السياحية في المغرب وتعزيز جاذبية الوجهة السياحية للمستثمرين.
هذا الحدث الدولي يعكس الأهمية الاستراتيجية للابتكار التكنولوجي في تحسين وتطوير القطاع السياحي في المغرب، ويؤكد التزام المملكة بتوسيع آفاق هذا القطاع بما يتماشى مع التطورات العالمية والفرص الاقتصادية المتاحة على مستوى القارة الإفريقية والعالم.