الأسرة

العنف لدى الأطفال هذه أسبابه وأهم طرق علاجه

العنف لدى الأطفال هذه أسبابه وأهم طرق علاجه

أولا – مقدمة شاملة عن العنف لدى الأطفال :

لا تخلو أية أسرة كيفما كانت وكيفما كان مستواها الاجتماعي من المشاكل التي تنشأ بين أفرادها، سواء بين الآباء أو بين الأولاد، ومن بين المشاكل التي قد يصادفها الآباء في تربية أبنائهم، هو أن تعترضهم مشكلة العنف لدى الأطفال، وهي من المشاكل الأسرية التي تظهر على الأطفال في سن معين.

 وهو من الظواهر التي تؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالأطفال أو بالوالدين، إذ تجدهم يعانون من شدة القلق والخوف من هذا الأمر ويفكرون كثيرا في كيفية التعامل معه، وكيفية حل هذه المشكلة لدى الأطفال، وقد تظهر هذه الحالة على الأطفال جميعا في الأسرة الواحدة .

كما قد تظهر على فرد واحد فقط، والعنف لدى الأطفال ينقسم إلى عدة أنواع منها العنف اللفظي والعنف الجسدي والعنف العشوائي، لهذا ينصح الخبراء في هذا المجال كل الآباء بمعرفة الطرق الصحيحة التي تساعد في علاج هذه المشكلة لدى أطفالهم، وحتى نقربكم أكثر من هذه الظاهرة ومن أسبابها وطرق التخلص منها إليكم هذا المقال الشامل.

ثانيا – تعرفوا على  أسباب العنف لدى الأطفال :

العنف لدى الأطفال الصغار من الظواهر الاجتماعية التي تنشأ داخل الأسر، وتختلف من طفل إلى آخر، وهي من الأمور السيئة جدا في صفات الأطفال، إذ تجعلهم يتخلون عن تلك البراءة الطفولية وطرق التعامل التي يمتز بها الطفل ليصبحوا أطفالا عنيفين جدا وينفر منهم الجميع، وحتى نعرفكم أكثر على هذه الظاهرة الخطيرة والأسباب التي تؤدي إليها، تابعوا معنا هذه النقط الأساسية التي توضح لكم الأمور التي تجعل العنف لدى الأطفال أمرا خطيرا وظاهرة احتماعية في معظم الأسر.

  • محاولة الطفل التخلص من سوء معاملة الكبار:

من بين الأمور التي تؤدي بشكل كبير إلى توليد العنف لدى الأطفال، هو أن تتم تربيتهم في وسط مليء بالمشاكل الزوجية والعنف بينهما، إضافة إلى معاملتهم بعنف أيضا، ولكون الطفل يرغب في التخلص من عنف الكبار معه ومحاولة الضغط عليه بشكل مستمر من قبلهم، إذ نلاحظ أن الآباء أو الكبار بصفة عامة غالبا ما يقومون بمنع الطفل من فعل كل ما يريده بطريقة عنيفة وقمعية، ما يؤدي إلى قيامه بردة فعل عنيفة وبطريقة عشوائية اتجاه هذا الأمر .

  • الدلال الزائد يؤدي إلى توليد العنف لدى الأطفال :

لا يختلف اثنان على أن تربية الأطفال تحتاج إلى تركيز كبير وبذل مجهود أكبر حتى تكون ناجحة وتتم بسلاسة وبدون مشاكل وصعوبات كبيرة تتحول فيما بعد على عراقيل لا يحمد عقباها، وهذا لا يعني تربية الأطفال والإفراط في تدليلهم بشكل مبالغ فيه، فهذا الأمر يؤدي إلى خلق العنف لدى الأطفال، حيث يكون معتادا على تلبية كل طلباته وكل ما يرغب فيه إلا ويكون حاضرا، وعندما يتم رفض تلبية تلك الطلبات أو حتى بعضها، هنا تبدأ المشكلة، حيث تزيد عدوانية الطفل ويواجه ذاك الرفض بالصراخ والبكاء وتكسير الأشياء وضرب من حوله سواء كانت أمه أو أبوه أو إخوته .

  • محاولة تقليد الكبار ينتج عنه العنف لدى الأطفال :

قد يتحول الطفل في فترة زمنية محددة من طفل هادئ ورزين إلى طفل عنيف وسيء السلوك، وذلك يرجع إلى الوسط الذي يعيش فيه، خاصة إذا كان الوسط يعرف انتشار بعض الظواهر الخطيرة التي يشرع في تقليدها كعصبية الأب أو الأم، فكلما كان الوسط الذي يعيش فيه الطفل يوفر الهدوء والراحة ويبعد كل الخلافات والصراعات والمشاكل من أمامه، كلما تربى الطفل بشكل سليم وبعيدا عن العدوانية والعنف الذي يعتبر من أخطر الظواهر الاجتماعية والأسرية.

  • الشعور بالغيرة ينتج عنه العنف لدى الأطفال :

عندما يشعر الطفل الصغير بالغيرة من أشخاص معينين سواء كانوا إخوته أو والده اتجاه أمه أو العكس، أو حتى من بعض الأشخاص الآخرين، هنا تتولد لدى الطفل مشاعير العنف التي تظهر مباشرة اتجاه من يغار منهم، ويشرع في الصراخ والضرب والتكسير وأحيانا يوجه الضرب لمن يغار عليهم سواء كانت أمه أو أبوه أو إخوته أو أي فرد من أفراد العائلة، إذ أنه هنا اعتاد على الاهتمام به فقط دون غيره ووبهذه التصرفات العنيفة التي يقوم بها يحاول من خلالها جذب الانتباه له أكثر خاصة من قبل والديه.

  • التعرض للعنف يولد العنف لدى الأطفال :

من أخطر الأمور التي قد يتعيش الطفل في حياته والتي تكون سببا رئيسيا في تحوله إلى طفل عنيف، هو أن يتعرض للعنف من طرف أشخاص آخرين، هذا التصرف يؤدي إلى إصابة الطفل بحالة نفسية خطيرة تجعله عنيفا ويتصرف بعنف كبيرا اتجاه الآخرين، كما أن تصرف الآخرين بتجاهل الطفل وعدم منحه الانتباه الكامل يشعره بدونية قيمته وكبت رغاباته يساهم في تحوله إلى طفل عدواني عنيف جدا، كما أن مشاهدة الطفل لبرامج أو رؤيته لمشاهد عنيفة تحتوي على تصرفات فيها أذى للآخرين يؤدي إلى جعله شخصا عنيفا يتصرف بقلة احترام وبكل عدوانية مع الآخرين.

ثالثا – إليكم أهم طرق علاج العند لدى الأطفال :

لكل شيء في هذه الحية حل مهما كان صعبا، وحتى العنف لدى الأطفال طالما هو مكتسب إلا ويكون له حل وطرق علاج يمكن للوالدين اعتمادها لتخليص ابنهما من هذه الحالة السيئة ومنحه الراحة النفسية والهدوء الذي يحتاجه حتى ينشأ في بيئة سليمة تجعل منه طفلا طبيعيا بعيدا عن كل ما قد يشوب حياته النفسية من مشاكل ظواهر خطيرة، وحتى نعرفكم على طرق علاج العنف لدى الأطفال إليكم هذه النقاط الأساسية.

  • اعتماد العقاب المنطقي لعلاج العنف لدى الأطفال:

هناك طرق لعلاج العنف لدى الأطفال، والتي نصح بها الخبراء والأخصائيين في هذا المجال، والتي تعتبر سهلة وبسيطة وتحتاج فقط إلى التطبيق بشكل صحيح إضافة إلى المواصلة على اعتمادها حتى يتخلص الطفل من هذا المشكل، ومن بينها اعتماد العقاب المنطقي الذي يتجلى مثلا في إبعاد الطفل عن المكان الذي اعتماد على ممارسة العنف فيه، ومحاولة إفهامه أنه يستطيع أن يعود إلى المكان ذاته لكن شريطة أن يتعود على التعامل والانضمام للآخرين، و أن يتجنب إلحاق الأذى بهم وعلى الوالدين أن يتجنبا معاقبة الطفل باعتماد الضرب الجسدي.

  • اعتماد الهدوء لعلاج العنف لدى الأطفال :

من بين الأمور المهمة أيضا التي يجب على الأهل اعتمادها لعلاج العنف لدى الأطفال، هو توفير حياة هادئة لهم وابعادهم قدر الإمكان عن الأماكن التي تنتشر فيها ظاهرة العنف، وأيضا عليهم تجنب معاملة الطفل العدواني بالعنف كذلك، لأن هذا الأمر لا يعالج المشكل بل يفاقمه، لا سيما أن الطفل الصغير يعتبر عائلته قدوة له في مختلف الأشياء.

  • وضع حدود لعلاج العنف لدى الأطفال:

لعلاج الأطفال من مشكلة العنف التي غالبا ما تقودهم على الدخول في مشاكل نفسية وصراعات لا حدود لها، هنا يجب على الأهل أن يكونوا منتبهين جيدا، بحيث يجب عليهم وضع حدود واضحة تماما، والتي تتجلى في جعل الطفل يحس أنه قام بشيء سيء جدا، وعدم السكوت والانتظار إلى أن يكرر الفعل مرة أخرى، إذ يمكن هنا اللجوء إلى معاقبته بالتقليل من حركته وأنشطته ، لا سيما أن هذه الطريقة نافعة جدا للكثير من الأطفال الذين تغيرت سلوكياتهم بعد تطبيق هذه الخطوات.

خلاصة :

بما أن ظاهرة العنف لدى الأطفال من الظواهر السلبية جدا التي تعاني منها الكثير من الأسر، فكان لابد من الحديث عنها والتعريف بمجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى انتشارها بين الأطفال، إضافة إلى إعطاء مجموعة من الحلول المفيدة التي حددها الخبراء في هذا المجال للأسرة حتى تقوم بتطبيقها مع الطفل والوصول إلى نتيجة إيجابية، وبالتالي إخراج الطفل من تلك الحالة التي قد تقودها إلى عدة مشاكل في حياته الصحية والنفسية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock