مجتمع

الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بـ9 مدن مغربية أطلقت على نفسها اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”

الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بـ9 مدن مغربية أطلقت على نفسها اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”

كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية حبوب الشرقاوي عن نجاح الأجهزة الأمنية في إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة، كان يستهدف المغرب بتوجيه مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي، وهو المدعو “عبد الرحمان الصحراوي” الحامل للجنسية الليبية.
وقد جرى هذا الإنجاز الأمني بفضل معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حيث تم في بحر الأسبوع الأخير إيقاف أفراد الخلية الإرهابية التي أطلقت على نفسها اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، وذلك بعد تحريات معمقة استغرقت أكثر من سنة.

تمكنت السلطات من اعتقال الأفراد المتورطين، الذين بلغ عددهم اثني عشر شخصًا، في عدة مدن مغربية، شملت العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وأولاد تايمة وتامسنا بضواحي الرباط.
وكشفت التحقيقات أنهم قاموا بعمليات استطلاعية مكثفة في الآونة الأخيرة، بهدف تحديد المواقع المستهدفة لتنفيذ أعمال إرهابية، ما يبرز الطبيعة الخطيرة لهذه الخلية المتطرفة وسعيها الجاد لتنفيذ مخططاتها التخريبية داخل التراب الوطني.

وأفاد الشرقاوي أن إجراءات البحث والتفتيش التي جرت في إطار هذه العملية أسفرت عن العثور على كمية كبيرة من المعدات والمواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات.
ومن بين المحجوزات، تم ضبط عبوات ناسفة جاهزة للاستعمال، بالإضافة إلى أسلحة بيضاء ومواد يشتبه في استخدامها ضمن صناعة القنابل اليدوية، مما يدل على نوايا أفراد الخلية الإجرامية وإصرارهم على تنفيذ مخططاتهم الإرهابية بكل الوسائل المتاحة لهم.

كما أظهرت التحريات التقنية أن بعض أفراد الخلية كانوا يمتلكون إحداثيات دقيقة لمخبأ للأسلحة والذخيرة الحية، جرى تحديد موقعه في إقليم الرشيدية، وتحديدًا على الضفة الشرقية لواد كير في منطقة “تل مزيل” بجماعة وقيادة واد النعام قرب بوذنيب، على الحدود الشرقية للمملكة.
وبناءً على هذه المعلومات، انتقلت الفرق الأمنية المختصة إلى الموقع، حيث تطلب الأمر استخدام معدات تقنية متطورة، مثل أجهزة كشف المعادن، ودوريات الكلاب المتخصصة في رصد المتفجرات، بالإضافة إلى روبوتات لفحص الأجسام المشبوهة، وتقنيات المسح بالأشعة السينية.

وبعد تمشيط المنطقة لأكثر من ثلاث ساعات، تمكنت السلطات من العثور على ترسانة خطيرة من الأسلحة والذخيرة الحية، مدفونة في منطقة وعرة أسفل المرتفع الصخري، مما يؤكد مستوى التحضير العالي لهذا المخطط الإرهابي.
وتضمنت الأسلحة المحجوزة سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للرصاص، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات فردية مختلفة الأنواع، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الذخيرة الحية من أعيرة متعددة، تم لفها في أكياس بلاستيكية وجرائد صادرة حديثًا في دولة مالي، وهو ما قد يشير إلى امتدادات لوجستية خارجية لهذه الخلية.

وقد أظهرت الاختبارات الباليستيكية التي أجراها خبراء معهد العلوم والأدلة الجنائية بالمديرية العامة للأمن الوطني أن جميع الأسلحة المحجوزة كانت في حالة تشغيل جيدة، رغم خضوعها لتعديلات تقنية عمدية، تمثلت في طمس الأرقام التسلسلية وقطع بعض مواسير الأسلحة النارية بغرض تسهيل إخفائها ونقلها.
وتؤكد هذه النتائج أن التنظيم الإرهابي كان يعتزم استخدام هذه الأسلحة لتنفيذ هجمات إرهابية كبيرة، ما يستدعي اليقظة المستمرة والعمل الدؤوب لمواجهة التهديدات الأمنية والتصدي للمخططات التي تستهدف استقرار وأمن البلاد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!