فن وثقافة

الجديدة تحتفل بالملتقى الأول للسماع والمديح في أجواء روحانية مميزة

الجديدة تحتفل بالملتقى الأول للسماع والمديح في أجواء روحانية مميزة

في خطوة جديدة تهدف إلى إحياء التراث الثقافي والفني، نظمت مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي يوم السبت الماضي الملتقى الأول للسماع والمديح في رحاب مسرح عفيفي بمدينة الجديدة.

المهرجان، الذي حضره العديد من كبار المنشدين والمسمعين من مختلف أنحاء المملكة، جاء بالتعاون مع المجلس العلمي المحلي للجديدة والمديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة. وكان هذا الحدث فرصة للاحتفاء بشهر رمضان الكريم من خلال الألحان الروحية، كما أتاح المجال لإظهار الغنى الثقافي والتاريخي للمدينتين، الجديدة وأزمور، اللتين تشتهران بتاريخ طويل في مجال الفن والثقافة.

وتمكن الحضور من الاستمتاع بأجواء روحانية خالصة على أنغام السماع والمديح التي قدمتها مجموعة “الحاضرتين للسماع والمديح” بقيادة الحاج محمد لحنش والحاج عبد اللطيف بلياسمين. وقد أضافت تلك الألحان بعدًا روحانيًا خاصًا لأمسية الفن الديني التي عكست معاني الإيمان والمحبة.

المهرجان الذي جرى تحت شعار “رمضانيات 1446” كان بمثابة فسحة فنية وثقافية جمعت جمهورًا واسعًا من عشاق فن السماع والمديح. هذا الفن الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الأصيلة، كان حاضرًا بقوة في هذه التظاهرة التي أبهرت الحضور بكثرة المتابعين.

من جانبه، صرح رئيس مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي، مولاي أحمد الصديقي، في لقاء إعلامي، أن تنظيم هذا الملتقى يعكس التزام المؤسسة بالعمل على إعادة إحياء الذاكرة الفنية والثقافية لمدينة الجديدة. وأضاف أن “المؤسسة تهدف إلى الحفاظ على تراث المدينة الفني الغني، وتعزيز مكانتها كمركز للفن والإبداع.”

ولفت الصديقي إلى أن الجديدة كانت وما تزال منارة للأبداع والفن، حيث كانت محط جذب للفنانين والمثقفين عبر العصور، مستدلاً بتنوع الفنون والعمارة التي تميزت بها المدينة. وقد كانت هذه المبادرة بمثابة تعزيز للهوية الثقافية للمكان، واستمرار لمسيرة الارتقاء بالفن والموروث الفني المغربي.

وفي إطار هذه المبادرة الرمضانية، تم عرض مجموعة من الوصلات الفنية المميزة التي جمعَت بين فني السماع والمديح. هذه الفقرات أضافت عمقًا روحانيًا للحدث، وأعادت تذكير الحضور بأهمية الفن في التعبير عن القيم الدينية. وقد شارك في هذه الفقرات مجموعة من الفنانين المتميزين من مدينتي الجديدة وأزمور، الذين أحيوا ليالي هذا الحدث بإيقاعات وألحان أخذت الحضور في رحلة عبر الزمن.

وفي النهاية، يمكن القول إن الملتقى الأول للسماع والمديح الذي نظمته مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي قد أثبت أنه ليس مجرد حدث فني بل كان أيضًا مناسبة لإحياء روح رمضان وجعل المدينة تحتفي بتراثها الثقافي الفريد.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!