التدخين وتأثيره على دخول النساء إلى سن اليأس المبكر وأعراضه الصحية
التدخين وتأثيره على دخول النساء إلى سن اليأس المبكر وأعراضه الصحية
تعتبر مرحلة سن اليأس واحدة من المراحل الطبيعية في حياة النساء، حيث يشير الوصول إليها إلى انقطاع الدورة الشهرية بسبب انخفاض مستويات الهرمونات في الجسم. على الرغم من أنها عملية طبيعية، إلا أن سن اليأس غالباً ما يكون مصحوباً بالكثير من المخاوف والتحديات النفسية التي تثير القلق لدى العديد من النساء. تعاني بعض النساء من هذه المرحلة في وقت مبكر عن غيرهن، مما يثير تساؤلات حول العوامل التي تؤدي إلى ذلك.
إن دخول المرأة إلى سن اليأس ليس مرتبطاً بعمر محدد، بل هو يختلف بين النساء. في هذا السياق، قام العلماء بإجراء دراسة على نحو 140 ألف امرأة بريطانية، لفحص العوامل المؤثرة في تقدم سن اليأس. تهدف هذه الدراسات إلى فهم أفضل للتأثيرات التي قد تسبب دخول النساء إلى سن اليأس قبل الأوان. ونتيجة لهذه الأبحاث، ظهرت عوامل متعددة قد تسهم في هذه الظاهرة، أهمها التدخين.
أظهرت النتائج أن التدخين يعد من العوامل الرئيسية التي تساهم في دخول النساء إلى سن اليأس مبكرًا. على وجه الخصوص، أظهرت الدراسة أن النساء اللائي يدخن بشكل مستمر يكون لديهن فرصة أكبر لدخول سن اليأس قبل سن 45. وقد وجدت الدراسة أن النساء اللواتي يستهلكن أكثر من 30 علبة سجائر سنويًا معرضات بشكل أكبر لدخول هذه المرحلة مبكرًا بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بمن لم يدخنّ على الإطلاق.
تعتبر هذه النتيجة مثيرة للقلق، إذ إن التدخين يساهم في تقليل مستويات هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الأنثوي الأساسي الذي يلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على الصحة الإنجابية. يؤدي انخفاض هذا الهرمون إلى حدوث انقطاع الطمث في وقت أبكر من المعتاد. على الرغم من ذلك، فقد أظهرت الدراسة أن التوقف عن التدخين يمكن أن يقلل من احتمالية الدخول إلى سن اليأس المبكر بنسبة تصل إلى الثلث، مما يعطي الأمل للنساء اللواتي يقررن الإقلاع عن التدخين.
بالإضافة إلى تأثير التدخين على عمر دخول سن اليأس، أظهرت الدراسات أن المدخنات يعانين من أعراض أكثر حدة خلال هذه المرحلة. فعلى سبيل المثال، تم ربط التدخين بزيادة حدة الهبات الساخنة وزيادة التعرق الليلي، وهما من الأعراض التي ترافق عادةً سن اليأس. ولذلك، فإن النساء المدخنات قد يواجهن تحديات أكبر خلال هذه الفترة من حياتهن مقارنة بمن لم يدخن.
أظهرت الأبحاث السابقة أيضًا أن التدخين يمكن أن يزيد من مخاطر صحية أخرى بعد سن اليأس. على سبيل المثال، يُعتبر المدخنات أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، وهو المرض الذي يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر تعرضها للكسر. وتشير الدراسات إلى أن المدخنات يكن أكثر عرضة للإصابة بكسر في الورك بنسبة تصل إلى 35% مقارنةً بالنساء غير المدخنات.
بالنظر إلى هذه الحقائق، يتضح أن التدخين يشكل عاملًا رئيسيًا في التأثير على صحة النساء بشكل عام، خاصة خلال مرحلة سن اليأس. بالتالي، من المهم أن يتم توعية النساء بمخاطر التدخين على صحتهن، خصوصًا في ما يتعلق بتسريع دخول سن اليأس وزيادة حدّة الأعراض المصاحبة لها.
تساهم هذه الدراسات في تسليط الضوء على العوامل التي تؤثر في موعد دخول النساء إلى سن اليأس، مما يساعد في فهم أعمق للتحديات الصحية والنفسية التي قد تواجههن.