مجتمع

التدخين في المغرب: التحديات والتدابير لمكافحة هذه الآفة الصحية

التدخين في المغرب: التحديات والتدابير لمكافحة هذه الآفة الصحية

أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أن التدخين يمثل تهديدًا خطيرًا على صحة المواطنين، مشيرًا إلى ضرورة تبني استراتيجيات فعالة لمكافحة هذه العادة الضارة. وأضاف التهراوي أن تنفيذ التشريعات الصارمة لحماية غير المدخنين من التعرض لدخان التبغ، بالإضافة إلى حظر التدخين في الأماكن العامة، يعد من الإجراءات الحيوية التي ينبغي تفعيلها بشكل كامل.

أكد الوزير أيضًا على أهمية التعاون بين مختلف الأطراف في المجتمع، من أفراد وإدارات ومنظمات مجتمع مدني، لمكافحة التدخين. ذلك أن ظاهرة التدخين تعد واحدة من التحديات الصحية الكبرى، خاصة بين فئة الشباب، حيث لا تقتصر أضراره على المدخنين فقط، بل يمتد تأثيره إلى المحيطين بهم من غير المدخنين.

يؤكد التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية أن التدخين يعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى وفاة حوالي 8 ملايين شخص سنويًا على مستوى العالم. وتظهر الإحصائيات أن التدخين يؤثر بشكل خاص على الأجهزة التنفسية والقلب والشرايين، ما يجعل محاربته أمرًا بالغ الأهمية للحد من الخسائر البشرية.

من خلال هذه المعطيات، تتضح أهمية الجهود التي تبذلها الحكومة المغربية لمكافحة التدخين. فقد أشار وزير الصحة إلى أن المغرب يسعى جاهدًا للحد من هذه الظاهرة عبر خطة وطنية طويلة الأمد. وعلى الرغم من التحديات، لا تزال هناك جهود مستمرة للحد من هذه الظاهرة الضارة.

في المغرب، تشير البيانات إلى أن معدل انتشار التدخين بين البالغين يبلغ حوالي 13.4%. هذه النسبة تشير إلى أن التدخين يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، حيث يتسبب في وفاة 8% من المواطنين، بما في ذلك 75% من حالات سرطان الرئة و10% من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض الجهاز التنفسي. وهذا يوضح مدى تأثير التدخين على الأفراد والمجتمع ككل.

علاوة على ذلك، فإن التدخين يعد المسؤول عن حوالي 74 ألف حالة من أمراض القلب والشرايين سنويًا، بالإضافة إلى 4227 حالة جديدة من سرطان الرئة. وتشير الإحصائيات إلى أن التدخين يؤدي إلى 12,800 حالة وفاة مبكرة سنويًا. الأرقام تبرز حجم الأضرار التي تترتب على هذه العادة الضارة، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد منها.

من جهة أخرى، أكد وزير الصحة على أن الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الأمراض غير السارية (2019-2029) تهدف إلى تقليص استهلاك التبغ بنسبة 20% بحلول عام 2029. ويعتبر هذا الهدف طموحًا ويعكس مدى التزام الحكومة بتخفيض نسب التدخين في المجتمع.

تعتمد هذه الاستراتيجية على رفع مستوى الوعي بين المواطنين حول مخاطر التدخين، من خلال حملات توعية شاملة، بمشاركة وسائل الإعلام، إضافة إلى تعزيز خدمات الإقلاع عن التدخين في المؤسسات الصحية. وتولي وزارة الصحة اهتمامًا خاصًا بفئة الشباب، حيث تسعى إلى توفير مراكز خاصة بالشباب لتشجيعهم على الإقلاع عن التدخين وحمايتهم من مخاطره.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!