إقتصاد

استئناف رحلات الخطوط الملكية المغربية إلى بكين بعد سنوات من التوقف

استئناف رحلات الخطوط الملكية المغربية إلى بكين بعد سنوات من التوقف

عادت الخطوط الملكية المغربية لتستأنف رحلاتها المباشرة بين الدار البيضاء وبكين بعد توقف استمر لخمس سنوات بسبب جائحة كوفيد-19 وتداعياتها التي أثرت على قطاع الطيران العالمي. وقد كانت الرحلة الأولى منذ هذا الاستئناف نقطة انطلاق جديدة نحو تعزيز التواصل بين البلدين.

وقد حطت الطائرة القادمة من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء في مطار بكين داشينغ الدولي عند الساعة 11:55 صباحًا بالتوقيت المحلي. ورافق هذا الحدث المميز احتفال رسمي في المطار بحضور السفير المغربي لدى الصين عبد القادر الأنصاري. بالإضافة إلى مجموعة من المسؤولين والصحفيين الذين أكدوا على أهمية هذه الخطوة لإعادة الروابط الثقافية والتجارية.

وبلغ عدد الركاب الذين وصلوا إلى العاصمة الصينية على متن هذه الرحلة 291 مسافرًا، بينما أقلعت رحلة العودة إلى الدار البيضاء بعد ساعتين فقط وعلى متنها 271 راكبًا. وقد عبر هؤلاء عن سعادتهم بهذه الخدمة التي تسهل التنقل بين البلدين بشكل مباشر ودون عناء.

الاحتفال بعودة الرحلات المباشرة يبرز عمق العلاقات المغربية الصينية

وفي إطار الاحتفال الرسمي الذي نظم بهذه المناسبة، ألقى السفير المغربي لدى الصين كلمة أشاد فيها بأهمية إعادة فتح هذا الخط الجوي. واعتبر أن هذا الحدث يعكس عمق العلاقات التاريخية والشراكة المميزة بين المغرب والصين التي تمتد لعقود. كما أكد أن مثل هذه المبادرات تساهم في تقوية جسور التبادل الثقافي والاقتصادي بين الشعبين.

وكان عادل خلوفي، ممثل الخطوط الملكية المغربية في الصين، قد أكد خلال المناسبة أن هذه الرحلات تمثل جسرا استراتيجيا للتعاون المتعدد الأبعاد. حيث أشار إلى أن الخط المباشر يعزز فرص السياحة بشكل كبير، لا سيما في ظل ما يقدمه المغرب من وجهات سياحية مميزة، كمدينة مراكش وصحراء المغرب الواسعة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

تأثير استئناف الرحلات على القطاعين السياحي والاقتصادي

وتطرق المسؤولون أيضًا إلى الأثر الاقتصادي الكبير لاستئناف هذا الخط الجوي المباشر. حيث يُتوقع أن يؤدي إلى تنشيط العلاقات التجارية بين البلدين. وقد أشار عادل خلوفي إلى أهمية هذه الخطوة بالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين المغاربة والصينيين، إذ تتيح لهم فرصًا جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية واستكشاف إمكانيات جديدة في مجالات الاستثمار والتجارة.

كما أن هذا الخط يمثل منصة لتعزيز التبادل السياحي بين الشعبين. حيث يمكن للصينيين اكتشاف تنوع المغرب الثقافي والطبيعي، في حين يُتاح للمغاربة استكشاف التراث العريق للصين ومعالمها التاريخية المدهشة.

المغرب يسعى لتعزيز دوره كمحطة استراتيجية للربط بين القارات

ويأتي استئناف هذه الرحلات المباشرة ضمن استراتيجية المغرب لتعزيز موقعه كمحطة ربط عالمية بين القارات. حيث تلعب الخطوط الملكية المغربية دورًا حيويًا في تسهيل التنقل بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. ومع إضافة هذا الخط، يصبح المغرب بوابة رئيسية للصينيين الذين يسعون لاستكشاف الأسواق الأفريقية والأوروبية بسهولة ومرونة.

كما يعكس هذا الإنجاز رؤية المغرب في تطوير بنيته التحتية في قطاع الطيران وتعزيز دوره الريادي في المنطقة. وهو ما يُظهر التزام المملكة بمواكبة التطورات العالمية وتوسيع شبكة خطوطها الجوية بما يخدم المصالح الوطنية.

فرص جديدة للتعاون والشراكة المستقبلية

ويُتوقع أن يشهد هذا الخط إقبالًا كبيرًا من قبل السياح ورجال الأعمال خلال الأشهر القادمة. حيث تعتبر هذه الرحلات فرصة ذهبية لفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين المغرب والصين في مجالات متعددة.

كما أكد ممثلو البلدين أن هذه الخطوة ليست مجرد استئناف لخدمة جوية. بل هي بداية مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية التي ستعود بالنفع على كلا الطرفين وتعزز من مكانتهما في الساحة الدولية.

استئناف الرحلات يمثل خطوة رمزية نحو مستقبل مشرق

لقد مثلت عودة الخط المباشر بين الدار البيضاء وبكين خطوة رمزية تعكس الرغبة المشتركة في إعادة بناء الروابط التي تأثرت بفعل الجائحة. وبفضل الجهود المبذولة من قبل الخطوط الملكية المغربية وسلطات البلدين، بات من الممكن استئناف حركة التنقل وتطوير فرص التعاون الثقافي والتجاري بشكل أوسع.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!