ارتفاع حصيلة وفيات فيروس جدري القردة في الكونغو الديمقراطية
ارتفاع حصيلة وفيات فيروس جدري القردة في الكونغو الديمقراطية
شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الوفاة بسبب فيروس جدري القردة، حيث بلغ العدد الإجمالي للوفيات 1225 حالة منذ بداية عام 2024. وفقاً للبيانات الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة الكونغولية، يتزايد الوضع الصحي في البلاد بشكل مقلق، مما يستدعي مزيداً من الانتباه والمتابعة من قبل السلطات الصحية المحلية والدولية.
تشير التقارير الصحية إلى أن الكونغو الديمقراطية سجلت 53860 حالة يشتبه في إصابتها بفيروس جدري القردة منذ بداية العام، من بينها 11984 حالة مؤكدة. ويعد إقليم جنوب كيفو، الواقع في شرق البلاد، الأكثر تضرراً، حيث تم اكتشاف نحو 30% من الحالات المشتبه بها في هذه المنطقة.
الكونغو الديمقراطية، التي تعد مركز انتشار هذا الوباء في القارة الإفريقية، تواجه تحديات كبيرة في مواجهة فيروس جدري القردة. تعود هذه الصعوبات إلى التأخير في التشخيص وصعوبة الوصول إلى العلاج في العديد من المناطق النائية، الأمر الذي يساهم في تفشي المرض وزيادة الوفيات، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها.
منذ بداية أكتوبر 2024، أطلقت السلطات الصحية في الكونغو حملة تطعيم ضد فيروس جدري القردة في عدة مقاطعات، واستفاد منها حوالي 51600 شخص حتى الآن. ورغم هذه الجهود، فإن استمرار ارتفاع عدد الحالات والوفيات يشير إلى أن الحملة قد تواجه بعض التحديات في تحقيق أهدافها، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
أحد أبرز التحديات التي تواجه الحملة هو عدم كفاية الموارد اللوجستية والفنية لضمان توفير اللقاحات للعشرات من المناطق المتضررة. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب الحملة مزيداً من التنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات الصحية الدولية لمواجهة هذا الوباء بشكل أكثر فعالية.
في ظل هذا الوضع الصحي المعقد، يبقى الوضع في الكونغو الديمقراطية مقلقاً ويحتاج إلى مزيد من الجهود المحلية والدولية لتوفير الدعم اللازم في مواجهة هذا الفيروس. إذ أن السيطرة على هذا الوباء تتطلب تعزيز الإجراءات الوقائية والتشخيص المبكر، بالإضافة إلى ضمان توفر العلاج الفعال لجميع المتضررين.
تعتبر المرحلة الحالية بمثابة اختبار كبير للقدرة على مكافحة الفيروس والتقليل من تأثيراته على الصحة العامة، مما يتطلب استجابة متكاملة لضمان الحد من انتشاره وتفادي المزيد من الوفيات.