ارتفاع أسعار السردين وتأثيره على الأسر المغربية قبل حلول رمضان
![](https://akhbarlyaoum24.ma/wp-content/uploads/2025/02/poisson-sardine-780x470.webp)
ارتفاع أسعار السردين وتأثيره على الأسر المغربية قبل حلول رمضان
شهدت أسعار سمك السردين في الأسواق المغربية ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث انتقل سعر الكيلوغرام من 20 درهمًا إلى ما بين 25 و30 درهمًا، فيما تجاوز ثمن الصندوق الواحد 800 درهم. هذا الارتفاع المفاجئ في الأسعار أصبح يشكل عبئًا إضافيًا على العديد من الأسر المغربية، خاصة تلك ذات الدخل المحدود، التي تجد صعوبة في تلبية احتياجاتها من هذا المنتج الذي يعد من أبرز الأطعمة في المائدة المغربية.
تعددت أسباب هذه الزيادة المفاجئة، حيث يُرجع مهنيو قطاع الصيد البحري هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل المؤثرة. من أبرز هذه العوامل التغيرات المناخية التي أدت إلى تراجع الكميات المعروضة من السردين في الأسواق. هذا التراجع ناتج عن التغيرات في حركة الأسماك، مما أدى إلى تقليص الكميات المتوفرة بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، يواجه الصيادون صعوبة في تلبية احتياجات السوق بسبب ارتفاع تكاليف رحلات الصيد، التي تشمل زيادة أسعار المحروقات ومتطلبات اللوجستيك، مما أثر بدوره على الأسعار بشكل عام.
كما أن فترة الراحة البيولوجية للسردين تساهم أيضًا في تقليص كميات السمك المتاحة في الأسواق المحلية. ففي هذه الفترة، تتراجع أعداد الأسماك في البحر، مما يجعل من الصعب تلبية الطلب المرتفع على السردين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك. هذا الموسم يعتبر من الفترات التي يشهد فيها السردين إقبالًا كبيرًا من الأسر المغربية، حيث يعتبر من المكونات الأساسية لمائدة الإفطار. وبالتالي، فإن الطلب المرتفع في هذه الفترة يساهم في تضخم الأسعار أكثر من أي وقت آخر.
يضاف إلى ذلك تأثير الوسطاء الذين يساهمون في رفع الأسعار من خلال تكاليف النقل واحتساب هوامش الأرباح على بيع السردين بالتقسيط. هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار النهائية التي يتحملها المستهلكون. وقد أظهرت التقارير أن هذا الارتفاع في الأسعار أصبح يشكل تحديًا للكثير من الأسر التي تجد صعوبة في تأمين احتياجاتها اليومية من هذا المنتج الذي يعتبر جزءًا من التراث الغذائي المغربي.
وعلى الرغم من هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار، يظل السردين المغربي من أفضل أنواع الأسماك على مستوى العالم، مما يساهم في تصدير كميات كبيرة منه إلى أكثر من 60 دولة، لا سيما في إفريقيا وأوروبا. من أبرز الأسواق المستوردة للسردين المغربي فرنسا، التي تعد من أكبر مستوردي هذا النوع من السمك. وعلى الرغم من تصديره إلى الأسواق العالمية، فإن الطلب المحلي على السردين لا يزال مرتفعًا، مما يزيد من التحديات التي تواجهه السوق المحلي.
وقد أوضح وزير الفلاحة والصيد البحري في تصريحاته أن التغيرات المناخية تلعب دورًا حيويًا في تحديد حركة الأسماك. حيث أشار إلى أن السردين يتأثر بشكل مباشر بدرجات حرارة المياه، وأنه يحتاج إلى درجة حرارة مستقرة تبلغ 18 درجة مئوية. ومع زيادة درجة حرارة المياه إلى ما بين 21 و23 درجة، شهدت الأسواق تراجعًا في أعداد السردين المتاح للبيع، ولكن في المقابل، ظهرت أنواع أخرى من الأسماك مثل الإسقمري والأنشوبة بكميات كبيرة. مما يعكس التأثير الكبير للتغيرات البيئية على توازن الثروة السمكية في المغرب.
ختامًا، فإن ارتفاع أسعار السردين يشكل تحديًا كبيرًا أمام الأسر المغربية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان. ولكن في نفس الوقت، تبقى التغيرات المناخية والظروف البيئية من أبرز العوامل التي تؤثر في الأسواق المحلية، حيث يكون لها دور محوري في توفر هذا المنتج الحيوي في الأسواق.