إقبال مكثف على الأسواق لاقتناء مستلزمات تزيين مائدة الإفطار
إقبال مكثف على الأسواق لاقتناء مستلزمات تزيين مائدة الإفطار
تشهد الأسواق الشعبية والعصرية بمدينة مراكش حركة دؤوبة وإقبالا مكثفا، مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث تستقبل الزبناء الذين يقصدونها لاقتناء المواد الغذائية التي تزين مائدة الإفطار خلال الشهر الفضيل.
وتحرص الأسر المراكشية، كما هو الشأن في باقي المدن المغربية، على أن تجعل من مائدة الافطار، لوحة متنوعة تزينها العديد من الأطباق وتؤثثها وجبات يشتهيها أفراد الأسرة، مع الحفاظ على الطابع المحلي في إعدادها وطريقة تقديمها.
وهكذا، تعرف أسواق المدينة الحمراء تزايدا في نسبة مرتاديها من الساكنة المحلية إلى جانب الزوار، وبالأخص السياح المغاربة، لاقتناء المواد التي تدخل في إعداد مجموعة من الأكلات التي تزين مائدة الافطار، ومن بينها حساء “الحريرة”، والحلويات ذات النكهة المغربية ك”الشباكية” و”سليلو” أو ما يطلق عليه في مدن أخرى “السفوف”، و”البريوات” وغيرها، والتي يتطلب تحضيرها مقادير محددة من الفواكه الجافة والتوابل.
وبهذه المناسبة، استعد التجار بمختلف أسواق المدينة، خاصة تلك التي توجد بالقرب من ساحة جامع الفنا، منذ مطلع شهر شعبان، لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزبناء، عبر توفير كميات كافية ومتنوعة من القطاني والتوابل ومستلزمات أخرى الخاصة بإعداد أنواع من “الحريرة” لتلبية كل الرغبات، والتي تكون مرفوقة بالتمر أو التين المجفف “الشريحة”، إلى جانب اقتناء الفواكه الجافة والحلويات، باعتبارها من المكونات التي تحضر بقوة في موائد الإفطار الرمضانية.
وأكد رئيس (جمعية الخير لتجار الفواكه الجافة بسوق السمارين) بمراكش، محمد أيوب، في تصريح لقناة “إم 24” الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السوق الذي يقع بمدخل “السمارين”، شهد رواجا ملموسا خلال العطلة المدرسية التي اقترنت مع اقتراب شهر رمضان، مضيفا أن من بين زوار هذا الفضاء التجاري هناك السياح المغاربة، الذين فضلوا زيارة مراكش والاستمتاع بسحرها، بالإضافة الى اغتنام تواجدهم بالمدينة الحمراء ليقبلوا على شراء الفواكه الجافة، كالتمر واللوز والجوز والجنجلان، لاستعمال ما يحتاجونه منها في إعداد عدد من الأطباق المفضلة لديهم التي تزين مائدة الافطار خلال شهر رمضان الكريم .
وأضاف أن الحركة التجارية لا زالت لم ترق الى المستوى المنشود بعد تجاوز تداعيات جائحة كوفيد 19، التي أثرت سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين، مسجلا أن السوق يعرف حاليا انتعاشة ملموسة، حيث بدأت التجارة تستعيد بشكل تدريجي عافيتها، أملا في استرجاع الوتيرة التي كانت عليها قبل الجائحة.
وأشار الى أن الأسر المراكشية تحرص كل الحرص على جعل مائدة الإفطار متنوعة تتكون، على الخصوص، من “الحريرة” و”الشباكية” والتمر أو التين المجفف والبيض ومجموعة من الفطائر “البطبوط والمسمن والحرشة وبغرير” بكميات متفاوتة من عائلةإلى أخرى، مسجلا أن الاقبال يكون، على الخصوص، على التمر والحمص والجوز واللوز والفول السوداني.
إلى جانب ذلك، يقوم بعض التجار بتخصيص جزء من محلاتهم أو تغيير منتوجاتهم بهذه المناسبة من أجل بيع “الشباكية” بأصنافها والمتنوعة في مذاقها ومكوناتها، والتي يكثر عليها الاقبال من لدن الأسر المراكشية، التي تفضل اقتناءها ربحا لمزيد من الوقت.
وتساهم الأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا، التي تعد القلب النابض للمدينة الحمراء، بشكل كبير في انتعاش الاقتصاد المحلي، باعتبارها جزءا هاما في المسار السياحي، الذي جعل من مراكش الوجهة السياحية الأولى على الصعيد الوطني، مما يستدعي العمل على تعزيز مكانة هذه الأسواق ليس فقط بتوفير المواد التي تقبل الساكنة المحلية والزوار على اقتنائها، بل أيضا الحرص على نظافة وجودة هذه المنتوجات من أجل المساهمة في استقطاب المزيد من السياح.