أكاديمية رويال منصور تعزز السياحة المغربية استعدادا لكأس العالم 2030

يشهد المغرب حاليًا حراكًا استثماريًا كبيرًا مع العديد من المشاريع التي تم إطلاقها في مختلف المناطق، وذلك في إطار الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030. تأتي هذه المبادرات لتعزز مكانة المملكة في الساحة السياحية العالمية وتواكب التطور المتسارع في هذا القطاع الحيوي.

بينما يشهد برج محمد السادس في الرباط مراحل متقدمة من الإنجاز، بدأت أعمال التطوير في مساحة كبيرة على الضفة الأخرى لنهر أبي رقراق بين الرباط وسلا. هذا المشروع المثير للفضول يتبلور في شكل أكاديمية فندقية جديدة، وهي جزء من جهود المملكة لتطوير بنيتها التحتية استعدادًا لاستقبال التظاهرات العالمية الكبرى مثل المونديال.

وفقًا لمصادر مطلعة، المشروع الجديد هو “أكاديمية رويال منصور”، والتي تُعدّ مدرسة فندقية تابعة لمجموعة “روايال منصور” الشهيرة. من المتوقع أن تصل تكلفة هذا المشروع إلى 22 مليون يورو، وسيكون بإمكان الأكاديمية استيعاب نحو 500 طالب من مختلف الجنسيات. هذا العدد الكبير من الطلاب يعكس الاهتمام الكبير الذي يُولى للتكوين الفندقي والتطوير المهني في القطاع السياحي في المغرب.

ويُنفّذ هذا المشروع بالشراكة مع شركة “فيراندي باريس”، التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال التكوين المهني في قطاع الفندقة والسياحة. تهدف هذه الشراكة إلى ضمان تقديم مستوى عالي من التعليم والتدريب بما يتماشى مع أحدث المعايير العالمية، ويأتي ذلك في إطار استراتيجية المغرب لبناء كوادر محترفة تستطيع تلبية احتياجات صناعة السياحة التي تشهد نموًا متسارعًا.

وتستهدف أكاديمية رويال منصور تخريج جيل من المحترفين المؤهلين الذين يمكنهم الاندماج بنجاح في قطاع الضيافة، وذلك من خلال برامج تدريبية متخصصة يقدمها خبراء مغاربة وأجانب. وسيتم تخصيص المتدربين للعمل في فنادق ومنتجعات مجموعة رويال منصور المنتشرة في أنحاء متعددة من المملكة، مثل مراكش. هذا التدريب المتميز يعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة الخدمات الفندقية في المغرب وزيادة قدرتها على استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم.

يعكس هذا المشروع الطموح رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى جعل المغرب وجهة سياحية رائدة عالميًا، كما يسلط الضوء على التزام المملكة بتطوير البنية التحتية البشرية في القطاع السياحي. ذلك أن مثل هذه الأكاديميات تسهم في تعزيز مستوى الخدمة الفندقية في المملكة وتوفير فرص عمل جديدة في قطاع الفندقة، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويساهم في خلق بيئة أعمال نشطة.

علاوة على ذلك، فإن هذا المشروع لا يقتصر على تقديم خدمات فندقية متميزة، بل يشمل أيضًا دورًا مهمًا في تحفيز الاقتصاد المحلي. من خلال توفير فرص عمل للشباب المحلي في مختلف المجالات المتعلقة بالضيافة، يساهم هذا المشروع في تحسين المستوى المعيشي للمجتمعات المحيطة وتعزيز التنمية المستدامة في هذه المناطق.