موجات الحرارة المرتفعة تهدد أقاليم القمح بأميركا والصين و تنذر بوقوع أزمة غذائية عالمية
موجات الحرارة المرتفعة تهدد أقاليم القمح بأميركا والصين و تنذر بوقوع أزمة غذائية عالمية
وجدت دراسة جديدة أن احتمالية حدوث درجات الحرارة القصوى التي يمكن أن تؤثر على غلات المحاصيل قد زادت بشكل كبير في المناطق المنتجة للقمح في الولايات المتحدة والصين.
وتتنبأ النتائج بأن موجات الحرارة الشديدة التي كانت تحدث مرة كل 100 عام تقريبا -وكان آخرها عام 1981- من المرجح الآن أن تحدث مرة كل 6 سنوات في إقليم القمح في الغرب الأوسط للولايات المتحدة، ومرة واحدة كل 16 عاما في شمال شرقي الصين.
وفي دراسة نشرت في الثاني من يونيو/حزيران الجاري -في دورية “كلايمت آند أتموسفريك ساينس” (Climate and Atmospheric Science)- قيّم المؤلفون السيناريو الأسوأ الذي يضرب فيه الطقس المتطرف منطقتين من أهم مناطق سلة الخبز العالمية في العام نفسه، مما يضر بالأمن الغذائي العالمي من خلال نقص إمدادات القمح للبلدان المستوردة.
إجهاد النظام الغذائي العالمي
تدفع الظروف الجوية القاسية محصول القمح الشتوي إلى مرحلة أبعد من القدرة الفسيولوجية للنبات على التحمل، ومن ثم فإن تزامن حدوث هذا التأثير على أقاليم القمح العالمية في مناطق متعددة في وقت واحد -وهو سيناريو محتمل في ظل الظروف المناخية المرصودة مؤخرا- قد يؤدي إلى إجهاد النظام الغذائي العالمي بطرق خطيرة.
وحسب المؤلفة الرئيسية للدراسة إيرين كوغلان، أستاذة علم المناخ المشاركة في جامعة “تافتس” الأميركية، فإن الدراسة تهدف إلى لفت انتباه القادة السياسيين وصناع القرار إلى ضرورة الاستجابة لهذه المشكلة عبر توضيح درجة تعرض المحصول للتهديد، حتى يتمكنوا من الاستعداد لتوابع الأزمة.
وأوضحت كوغلان -في تصريح للجزيرة نت- أن إحدى المشكلات التي تعوق الاستجابة لمثل هذه الأزمات الطبيعية هو فقر الخيال في ما يتعلق بتصور حجم الكارثة أو توقع النتائج، ومن ثم وضع الإستراتيجيات الواجب اتباعها لمواجهة هذه العواقب وبناء نظام استجابة أكثر مرونة.
ويتسبب تغير المناخ في تعطيل إنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم. وفي هذا العام، أدى التأخر في موسم هطول الأمطار في مقاطعة “خنان” (أكبر مقاطعات إقليم القمح في الصين) إلى تعقيد جهود حصاد الحبوب التي تضررت بالفعل بسبب الطقس الرطب.
وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتصميم نماذج مناخية للغرب الأوسط الأميركي وشمال شرقي الصين، ثم قارنوا النتائج مع التحمل الفسيولوجي المعروف للقمح الشتوي المزروع في تلك المناطق.
تقييم التهديدات
وتوضح كوغلان أنه -وفقا للنتائج- يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في الربيع إلى إبطاء نمو القمح، بالإضافة إلى التسبب في تحلل الإنزيمات الرئيسية داخل النبات. و”من الناحية الفسيولوجية، إذا تعرض النبات لموجات حرارة غير مسبوقة وأكبر من الأحداث التي شهدناها في الماضي؛ فقد يكون ذلك مدمرا لمحاصيل القمح”.
وتلفت المؤلفة الرئيسية للدراسة الانتباه إلى أن النتائج تقدم طريقة علمية سليمة لتقييم التهديدات التي يتعرض لها نظامنا الغذائي التي تقع خارج نطاق السجل التاريخي للتهديدات البيئية المعروفة.
ورغم أن النماذج المناخية المستخدمة في البحث لم ترصد علاقة قوية بين أنماط الموجات الحرارية في الغرب الأوسط الأميركي وشمال شرقي الصين، فإن الباحثة تشدد على أن سبب خطورة المشكلة يكمن في حدوث التزامن بين تلك الأحداث في الصين والولايات المتحدة في العام نفسه، ومن ثم يحدث الضرر، وذلك وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع “يوريك ألرت” (Eurek Alert).
ويتوقع أن يؤدي حدوث هذا التزامن إلى فجوة في توفر القمح؛ وبالتالي ارتفاع عالمي للأسعار نتيجة زيادة الطلب ونقص المعروض.
ويشير الباحثون إلى أنه يجب أن نفكر في مثل هذه الأنواع من التهديدات وإمكانية أن تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى مزيد من الصدمات الغذائية المتكررة على نطاق عالمي.