وهكذا، كانت البداية مع الفنان المراكشي عبد الرحيم بن الزبيري من خلال عرض منفرد “وان مان شو”، الذي يعكس شغف هذا الفنان بالدراما وإتقاته لتقنيات التمثيل على الركح.

وينهل أسلوب هذا الفنان من الفنون الشعبية ومن التراث الثقافي للمدينة الحمراء، لاسيما فن الحكي. وأخرج عبد الرحيم بن الزبيري كل ما في جعبته من أجل جذب الجمهور  من خلال تناوله للانشغالات اليومية للناس في قالب فكاهي.

كما كان الجمهور على موعد مع المجموعة الشابة القادمة من مدينة الصويرة “ثلاثي موكادور”، والتي تبرز الطاقات الكوميدية لفناني الجيل الجديد وقدرتهم على التطرق لقضايا جدية بطابع هزلي.

وتمثلت اللحظة القوية خلال حفل الافتتاح في تقديم مسرحية “المشتاق إلى داق” وهي من اقتباس عبد الرحيم الخردالي.

وتتناول هذه المسرحية المقتبسة من مؤلف الكاتب الصربي برانيسلاف نوزيتش “ميستر دولار”، قضية المال وهيمنته على العلاقات الاجتماعية والإنسانية.

كما تم بالمناسبة ذاتها، افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية تبرز المسار الفني الغني للفنان الراحل محمد بلقاس. ويضم هذا المعرض صورا نادرة لهذا الفنان الذي تميز بأدواره في أعمال من قبيل “الحراز”، و “سيدي قدور العلمي”.

وقالت مديرة المسرح الملكي بمراكش، إلهام أبارو، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدورة تأتي لإحياء المهرجان بعد سنتين من التوقف بسبب الانعكاسات السلبية لفيروس كوفيد-19، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة الثقافية تهدف إلى النهوض بالكوميديا، ​​وتشجيع الكوميديين الشباب من أجل تمهيد الطريق أمامهم للبروز في الكوميديا ​​الاحترافية، مع إطلاق دينامية جديدة للأنشطة الثقافية في المدينة الحمراء.

وأوضحت أن هذه الدورة تحمل اسم الفنان الراحل محمد بلقاس، الكوميدي المميز على الساحتين الوطنية والمحلية، مضيفة أن المنظمين سطروا برنامجا غنيا ومتنوعا يستجيب لأذواق الجمهور بمختلف فئاته.

من جهته، عبر نور الدين بلقاس، نجل الفنان الراحل محمد بلقاس، في تصريح مماثل، عن اعتزازه بمبادرة رد الاعتبار لهذا الفنان الشعبي، مشيرا إلى أن مبادرات من هذا القبيل تروم تعريف الأجيال الحالية برواد الفن.

ويتضمن برنامج الدورة الثانية لمهرجان المسرح الملكي الدولي للكوميديا، التي ينظمها المجلس الجماعي لمراكش، تحت شعار “الخلفية الإيديولوجية والجمالية لفن الكوميديا”، عروضا مسرحية وأخرى منفردة، تقدمها فرق تمثل مختلف جهات المملكة، إضافة إلى ندوة فكرية حول “الخلفية الإيديولوجية والجمالية لفن الكوميديا”، وصبحية كوميدية موجهة للأطفال.