ملابس مسرطنة تبيعها منصات التسوق الصينية.. تحذيرات دولية وتحليلات مخبرية تكشف مخاطر صحية مهولة
ملابس مسرطنة تبيعها منصات التسوق الصينية.. تحذيرات دولية وتحليلات مخبرية تكشف مخاطر صحية مهولة
يعيش رواد منصات التسوق الصينية، في الآونة الأخيرة، حالة من الخوف والهلع، نتيجة انتشار معلومات تفيد احتواء جملة من المواد والمقتنيات والملابس عبر هذه المنصات، على مواد مسرطنة سواء تلك الموجهة للأطفال أو حتى الكبار.
وتبعا لذلك، أطلق باحثون ومسؤولون كوريون جنوبيون، تحذيرات بشأن احتواء بعض الملابس والإكسسوارات التي تبيعها متاجر صينية عملاقة عبر الانترنت على مستويات عالية من المواد الكيميائية السامة، حيث أن هذه المواد السامة تضل عالقة في الملابس حتى بعد غسلها بشكل منتظم. والمثير في الأمر، بحسب دراسة أعدها علماء في جامعة ستوكهولم، أن بعض المواد السامة في الملابس ليست مرتبطة بالضرورة بالإنتاج، وإنما ظهرت على الملابس نتيجة عمليات النقل والتخزين.
وأمام هذا الوضع، بادرت السلطات الكورية إلى إخضاع 93 منتج معروض للبيع على مواقع وتطبيقات شركات تجارية صينية لاختبارات السلامة الصحية. وجاءت النتيجة مطابقة للتحذيرات، حيث تبين أن 40 منتج من أصل 93 المعروض للفحص يحتوي على مواد سامة وضارة، ما حذا بحكومة كوريا الجنوبية لأن تطلب من المنصات الصينية الوقف الفوري لعملية بيع هذه المنتجات للحيلولة دون وصولها إلى المستهلك.
واحتكاما لنتائج نفس الفحوصات الكورية، فقد تم اكتشاف أن 7 من أصل 8 منتجات جلدية مخصصة للأطفال تحتوي على مواد سامة وضارة، على غرار مادة الفورمالدهيد المسرطنة بنسبة تفوق المسموح بها بنحو 1.8 مرة، فيما دخلت مادة الرصاص في تصنيع منتج جلدي آخر بكمية تتجاوز المسموح بها ﺑ 1.78 مرة. ثم مادة الفثالات الملدنة التي تستعمل في تليين البلاستيك والمنتجات المقاومة للأمطار والبقع والأنابيب الطبية وخراطيم الحدائق… الخ، تم رصد تواجدها بتركيز عالي تجاوز المقدار المسموح به ﺑ 428 مرة.
وبالحديث عن الأضرار الصحية الناجمة عن احتواء منتجات منصات التسوق الصينية على مواد كيميائية خطيرة، أوضح أهل الاختصاص من الباحثين والخبراء، أن أغلب الشكوك تحوم حول أمراض السمنة والقلب وبعض أنواع السرطانات ثم الإصابة بالعقم نتيجة الاضطرابات الهرمونية التي تخلفها هذه المواد.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد سبق لوكالة البيئة الاتحادية في ألمانيا، مطلع السنة الجارية، أن عثرت في عينات بول العديد من الأشخاص في البلاد على مؤشرات تؤكد وجود مادة ملدنة خطيرة تعرق طبيا باسم “داي-إن-هكسيل-فثالات”، كانت تخضع منذ سنوات لقواعد صارمة تحظرها في أغلب الأحوال. وهذه المادة تضر بالتناسل وتؤثر بشكل أساسي على أعضاء التكاثر للأجنة الذكور في الرحم.