مشاكل وتصرفات عشوائية والترامي على الملك المشترك معاناة لا تنتهي بإحدى العمارات بمراكش
مشاكل وتصرفات عشوائية والترامي على الملك المشترك معاناة لا تنتهي بإحدى العمارات بمراكش
في كل مرة يعود إلى الواجهة مشكل المباني الآيلة للسقوط والتي أصبحت تؤرق المواطنين والسلطات على حد سواء دون التمكن من القضاء عليها، أو إفراغ ساكنتها وإعادة هيكلتها لتجنب ما لا يحمد عقباه، هذه المعاناة، عبارة عن سيناريو متكرر تراه في كل منطقة، وفي كل مدينة، ومن بينها حي جيليز بمراكش، الذي يعتبر من أرقى وأفخم الأحياء بالمدينة الحمراء.
فبمجرد الوصول إلى عين المكان، وكما هو موضح بالتفصيل الدقيق في محضر المفوض القضائي الأستاذ شكيب أيت الحسن، الذي عاين بنفسه المكان، بعد شكاية أحد سكان هذه العمارة التي تعاني الكثير من المشاكل، والذي يقطن بالطابق الأول، يتضح لك أن العمارة تعاني من عدة مشاكل، تتجلى في كونها آيلة للسقوط، إضافة إلى قلة النظافة وانتشار الأوساخ، والتي لا تقتصر على مكان واحد فقط، بل هي منتشرة في كل أرجاءها سواء بالدرج أو البهو أو المدخل الرئيسي وممرات العمارة ككل.
كما أن هذا المكان الذي يقطن به ويشتغل فيه العديد من الأشخاص، منهم ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني وبشدة من انعدام الإنارة رغم وجود أزارها، إضافة إلى مشكل المصعد الذي لا يعمل، مما يزيد الطين بلة ويجعل مسألة الصعود باستعمال السلالم صعبة جدا، خاصة على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، دون نسيان الإشارة إلى الحفر والثقوب والتصدعات الموجودة على الجدران، والبهو الذي يعج بكومات من الأوساخ، وأيضا مشاكل المجاري المائية والرائحة الكريهة، كلها هذه العومال تجعل هذا الفضاء غير صالح للعمل أو السكن، خاصة أنه قد يسقط فوق رؤوس ساكنته في أي لحظة.
حتى إن تقبلت كل هذه المشاكل السالفة الذكر، وقلت أنها قابلة للبحث والمناقشة وإيجاد الحلول الجذرية بسهولة، فقد تستغرب وتصدم من وقاحة بعض التصرفات غير المسؤولة التي تشهدها العمارة، والتي لا مبرر لها سوى أنها تصرفات عشوائية، وغير محترمة، وأنت تعاين فضاءات هذه العمارة يصادفك باب بجانب شقة العارض، والذي يبدو مغلقا، لكونه تابعا للشقة المجاورة للعارض، والمخصصة للتدليك وما جاوره.
هذا الباب يؤدي إلى بهو العمارة الذي استولى عليه أصحاب الشقة الخاصة بالتدليك، وأسسوه ليجعلوا منه فضاء تابعا لشقتهم وتوسيع نشاطهم فيه، بدون أي رخصة وبدون أي حسيب أو رقيب، ودون مراعاة لحق الملك المشترك، وتجاوزا لحق الغير، وهذا التصرف تسبب للعارض في الحرمان من حق التهوية والاستماع بها على أكمل وجه، وكلما فتح نوافذ منزله ، إلا ويجد نفسه أمام فضاء للتدليك عوضا بهو للتهوية .
المشاكل بهذا الفضاء السكني تكاد لا تنتهي، فكلما تحركت قليلا في المكان وجوانبه، إلا وتصادف مشاكل بالجملة، منها المقاهي الشعبية والعادية، التي يقبل عليها أشخاص لا تسمع من أفواههم سوى الكلام النابي والسب والشجار الذي لا ينتهي، وهذا من أكثر التصرفات التي ستلاحظ انتشارها في المحيط وحتى على مستوى العمارة.
دون أن ننسى طبعا أن محيط العمارة لا يكتفي بهذه المشاكل المذكورة، بل هناك المزيد، والذي يتجلى في تحوله إلى مأوى للمتشردين والسكارى، وكل واحد لا يجد مكان يقضي فيه ليلته، يقصد محيط العمارة، التي لا تتوفر على أية شروط تليق بالإنسانية، ولا تتوفر على أبسط الأمور التي توفر الراحة لساكنتها وأولها حارس للعمارة ومسير لها أو اتحاد الملاك المشتركين .
بعد هذه المعاينة الطويلة للعمارة ورصد كل ما تشهده من خروقات ومشاكل معنوية ونفسية وصحية واجتماعية، يبقى السؤال مطروحا إلى متى ستظل هذه العمارة وسكانها يعانون الأمرين؟ و إلى متى ستبقى العشوائية تنخر العمود الفقري لهذا المدينة التي تعتبر قبلة السياحة العالمية، يفتخر بها كل مغربي عموما وكل مراكشي على وجه الخصوص.
أبو سجود _ مراكش