مجتمع

سدود سبو تشهد ارتفاعا في المخزون المائي بفضل الأمطار الأخيرة

سدود سبو تشهد ارتفاعا في المخزون المائي بفضل الأمطار الأخيرة

تعد سدود سبو من أبرز السدود في المملكة المغربية التي تلعب دورًا كبيرًا في توفير المياه لمختلف القطاعات، خاصة في ظل تزايد الاحتياجات المائية في ظل الظروف المناخية المتغيرة. ومن خلال التقارير الأخيرة، أكد مدير وكالة الحوض المائي لسبو، خالد الغماري، أن التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة مؤخراً قد أسهمت في ارتفاع المخزون المائي لسدود سبو إلى نحو 600 مليون متر مكعب.

تعد هذه الزيادة في المخزون من الأمور التي تساهم في الحفاظ على استدامة الموارد المائية في المنطقة، حيث أشار الغماري إلى أن نسبة ملء سدود الحوض وصلت إلى 44%، وهو ما يعكس جهود الحفاظ على المياه واستخدامها بشكل فعال. يضاف إلى ذلك، أن إجمالي المخزون المائي بلغ حوالي 2.7 مليار متر مكعب في السدود التابعة لوكالة الحوض المائي لسبو. ومن الجدير بالذكر أن هذه السدود تمثل نحو 45% من إجمالي مخزون سدود المملكة، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه السدود.

على صعيد آخر، يعتبر سد الوحدة، الذي يعد أحد أبرز السدود في المنطقة، من المشاريع الهامة التي تساهم في توفير المياه لعدد من المناطق المجاورة. هذا السد يُسجل نسبة ملء تصل إلى 50%، بما يعادل 1.6 مليار متر مكعب، ما يجعله من المنشآت الحيوية التي تساهم في تلبية احتياجات المياه في منطقة الغرب. وهو يعد أساسياً في ضمان الاستدامة المائية في المنطقة خاصة في ظل تزايد التحديات البيئية.

تستمر وزارة التجهيز والماء في تنفيذ مشاريع تهدف إلى تعزيز جودة المياه في المنطقة والتصدي للتلوث بمختلف أشكاله. وفي هذا الإطار، أشار الغماري إلى أن الوزارة تعمل على تحويل 1.3 مليون متر مكعب يوميًا من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق، لتزويد مدينتي الرباط والدار البيضاء، بالإضافة إلى المدن المجاورة، بالماء الصالح للشرب. وهذه الجهود تأتي في إطار تحسين وتوسيع الشبكة المائية لتلبية احتياجات السكان.

من جانب آخر، تعمل الوزارة على بناء المزيد من السدود في المنطقة، حيث يتم تنفيذ خمسة سدود جديدة في حوض سبو بتكلفة إجمالية تصل إلى 10 مليارات درهم. تشمل هذه المشاريع سد مداز في إقليم صفرو الذي اقترب من الانتهاء من أشغاله بسعة تخزين تصل إلى 700 مليون متر مكعب، وسد كدية البرنة بسيدي قاسم الذي سيساهم في تخزين 12 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى سد سيدي عبو بسعة 200 مليون متر مكعب، وسد الرتبة في إقليم تاونات بسعة 1.9 مليار متر مكعب، وسد رباط الخير في صفرو بسعة 124 مليون متر مكعب. مع الانتهاء من هذه المشاريع، سيصل المخزون الإجمالي للسدود إلى 8.14 مليار متر مكعب.

هذه المشاريع تعتبر من الخطوات الأساسية التي تساهم في رفع قدرة التخزين الإجمالية لحوض سبو، مما سيعزز قدرة المنطقة على مواجهة التحديات المائية في المستقبل. ومن المنتظر أن تساهم هذه المشاريع في توفير موارد مائية إضافية، بما يعود بالنفع على الزراعة والصناعة والخدمات المائية في المنطقة.

يُذكر أن حوض سبو يضم 11 سدًا كبيرًا، بالإضافة إلى 51 سدًا صغيرًا وتلِّيًا، ما يجعله من الأحواض المائية الأساسية في المغرب. كما أن سد الوحدة يمثل حجر الزاوية في تأمين المياه لري سهل الغرب وحمايته من الفيضانات التي قد تنتج عن وادي ورغة. لذا، تكتسب هذه السدود أهمية كبيرة في الحفاظ على استقرار المياه الجوفية وتوفير احتياجات القطاع الزراعي والصناعي في المنطقة.

من الناحية المناخية، يعرف حوض سبو متوسط تساقطات سنوية تبلغ 600 ملمتر، تتراوح بين 1000 ملمتر في مرتفعات الريف و300 ملمتر في المناطق المنخفضة مثل سبو العلوي ووادي بهت. هذه التساقطات تعتبر أحد العوامل الحاسمة التي تؤثر بشكل مباشر على مخزون السدود.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!