دورة تدريبية لفائدة رائدات الأعمال الإفريقيات بجمهوريتي النيجر ومالي
دورة تدريبية لفائدة رائدات الأعمال الإفريقيات بجمهوريتي النيجر ومالي
انطلقت الاثنين، بمراكش، دورة تدريبية حول تنمية قدرات النساء رائدات الأعمال الإفريقيات بجمهوريتي النيجر ومالي، والتي تتوخى تنمية مهاراتهن والنهوض بقدراتهن المهنية.
وتستفيد من هذه الدورة، التي تنظمها، إلى غاية 12 فبراير المقبل، المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، بتنسيق مع المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، ومركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بمراكش، على الخصوص، 60 متدربة (30 من النيجر و 30 من مالي) في قطاع الصناعة التقليدية (الخياطة التقليدية والتطريز).
وتتوخى الدورة، التي تستفيد منها أيضا 10 مُدَرِّبات من مركزين للتدريب المهني في المجال ذاته بهذين البلدين، بغرض مواصلة مهمة تدريب النساء والفتيات الأخريات، وكذا من أجل ضمان استدامة هذا التكوين، وتستهدف النساء العاملات داخل بيوتهن، كما اليد العاملة الأقل تعلما، خاصة بالمناطق القروية والنائية، تنمية القدرات المهنية والتسويقية للمستفيدات، وتحقيق تمكينهن الاقتصادي، وتيسير تملكهن لوسائل الإنتاج الضرورية من معدات ومواد أولية، بما يسهم في زيادة الدخل وتحسين مستوى معيشة الأسر، وتطوير ديمومة الأنشطة المدرة للدخل، لتوفير منتوج أكثر انتظاما.
ونوه المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين (التابعة لجامعة الدول العربية)، عادل صقر الصقر، في كلمة بالمناسبة، بجهود كافة المتدخلين من أجل التنظيم المشترك للعديد من الفعاليات، وإنجاح هذه الدورة التدريبية حول تنمية قدرات النساء رائدات الأعمال الإفريقيات بجمهوريتي النيجر ومالي.
وبعدما كشف أن المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين تعد بمثابة “بيت خبرة عربي في مجالات اختصاصاتها”، أوضح السيد الصقر أنها تقترح برامج تدريبية من أجل الارتقاء بالقطاع الصناعي، مشيرا إلى أن الدورة التدريبية تأتي “امتدادا وترسيخا لأواصر العلاقات والتعاون بين المنظمة والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا”.
كما استعرض أوجه التعاون العربي والإفريقي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى الاهتمام بالمرأة الإفريقية وتمكينها اقتصاديا ومهنيا، بما يسهم في “إنجاح التسويق في القطاع الصناعي، لاسيما الذي تضطلع به المرأة المعيلة والفتاة”.
وخلص إلى أن مفهوم التدريب تجاوز البعد التقليدي، وأضحى “خيارا استراتيجيا في ميدان الاستثمار وتثمين الموارد البشرية، وبالنظر لكون المرأة تعد أحد الأطراف المساهمة في تفعيل أهداف التنمية المستدامة 2023، لاسيما الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين”، مضيفا أن الدورة تأتي اعتبارا للدور الرائد للمملكة في التمكين الاقتصادي، وفي ريادة الأعمال النسائية، وستليها دورة ثانية من أجل الوقوف عند مخرجاتها وتحسينها.
من جهتها، قالت الخبيرة في تقوية القدرات والمتخصصة في ريادة الأعمال بالمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، خنساء عمر، إن إنشاء المصرف يأتي استجابة لهدف دعم التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين المنطقتين العربية والأفريقية، وتجسيدا للتضامن العربي الأفريقي، وترسيخا لمشروع التعاون على أسس من المساواة والصداقة.
وكشفت أن تدخل المصرف في هذه الدورة التكوينية حول تنمية قدرات النساء رائدات الأعمال الإفريقيات بجمهوريتي النيجر ومالي، يتمثل في توفير المعدات ووسائل الإنتاج للنساء المستفيدات، وتوفير الدعم المؤسسي ونقل المعارف وتبادل الخبرات بين النماذج القابلة للتطوير، إضافة إلى إنجاز تكوينات حول تسويق المنتجات، ودعم تطوير البرامج والمشاريع الاقتصادية.
بدورها، قالت رئيسة قسم التكوين المستمر للصناع الحرفيين بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، نجاة النويري، إن المملكة، التي انخرطت في مسار تقوية وتعزيز التعاون مع البلدان الإفريقية، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبلور مشاريع أصبحت حقيقة ملموسة وتستهدف القارة الإفريقية وساكنتها.
وأوضحت السيدة النويري أن هدف الدورة التدريبية، التي تأتي في إطار من التعاون والتنسيق مع مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بمراكش التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، هو تعزيز قدرات النساء في مجالي الخياطة والتطريز، مشيرة إلى أن الوزارة تولي أهمية بالغة لتعزيز التعاون مع البلدان الإفريقية، وأن المندوبيات الجهوية كما غرف الصناعة التقليدية، منخرطة في هذا التوجه.
من جانبه، أفاد عبد العزيز الرغيوي، مدير مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بمراكش، بأن المركز يستقبل هذه السنة 1400 متدربة ومتدربا، مشيرا إلى أن هذه البنية تنهض بوظائف تتجلى، أساسا، في تيسير الإدماج في سوق الشغل، في المجالات المتصلة بالصناعة التقليدية.
وبعدما أوضح أن مركز مراكش يعد من الجيل الجديد من المراكز التي توفر تكوينات جديدة، وهو الأكبر من نوعه على صعيد المملكة، كشف أن المركز على استعداد تام لتقديم خبراته وتجاربه للدول الشقيقة والصديقة، مستشهدا بزيارة متدربين من دولتي فلسطين وموريتانيا، بغية الاستفادة من الرصيد الإيجابي للمركز في مجالات الصناعة التقليدية ذات العوائد السوسيو-اقتصادية الجلية.
وتم على هامش حفل انطلاق هذه الدورة، تأتي في إطار الاهتمام العالمي بتمكين المرأة في مختلف المجالات، وأشرف على بلورتها مكتب للدراسات، القيام بزيارة شملت مختلف مرافق مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية، حيث قدمت للمستفيدات شروحات مستفيضة حول التكوينات التي يوفرها، والتي بقدر ما تولي أهمية قصوى للجوانب الإيكولوجية، والأخرى المتصلة بصحة وسلامة وأمن المتدربين والمتدربات، تعمل على صون وضمان ديمومة قطاع الصناعة التقليدية، ونقله للأجيال الصاعدة.