خلطات الأعشاب وأدوية التنحيف قد تتسبب في الوفاة
أصبحت أدوية التنحيف وخاصة العشبية منها رائجة بشكل كبير، سيما مع كم الإعلانات التي تسوق لها على أنها العصا السحرية التي ستحول الأمنيات بالحصول على قوام مثالي إلى واقع ملموس، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن تلك الأدوية قد تتسبب بمخاطر عديدة تصل أحيانا للموت.
وتؤكد الصيدلانية روان عبد السلام أن العديد من الأشخاص يروجون للخلطات العشبية والأدوية التي تستخدم في إنقاص الوزن بهدف الربح المادي دون التفكير بمصلحة المريض وصحته، ودون أي وعي بمخاطر هذه الأعشاب والحبوب التي قد تصل إلى الموت، وهو ما نسمع به من فترة إلى أخرى.
وتشير -في تصريحاتها – إلى أن الطريقة الأسلم التي لا ينبغي الاستغناء عنها، للحصول على قوام صحي ومثالي، هي الحرص على اتباع نمط تغذية صحي وشرب المياه بوفرة، وممارسة التمارين الرياضية، مع المشي المستمر، بالإضافة إلى اتباع عادات صحية تتحول تدريجيا لروتين حياة.
ما أضرار أدوية التنحيف؟
تسبب أدوية التنحيف العديد من الآثار الجانبية -وفق الصيدلانية روان- وتشمل الإسهال والنزف ومشاكل الجهاز الهضمي، وتشويش وعدم وضوح الرؤيا، إضافة إلى مشاكل في القلب.
وأضافت أن تلك المنتجات يروج لها في كثير من الأحيان دون معرفة مصدرها ومحتواها، حيث تم ضبط أدوية تنحيف تسد الشهية وتشعر الإنسان بالشبع تحتوي على مادة “السيبوترامين” (Sibutramine) وهو عقار تم سحبه ومحظور دوليا، وتعمل تلك الأدوية على النواقل العصبية بالجهاز الهضمي، وتخفض نسبة امتصاص مادة الدوبامين التي تتحكم في السلوكيات والإحساس بالدماغ، كما أنها تسبب لمستخدميها السكتات الدماغية المفاجئة، وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
مم تتكون تلك الأدوية؟
توضح الصيدلانية روان أن أدوية التنحيف بشكل عام تحفز الشعور بالامتلاء والشبع، لكنها في ذات الوقت تحوي بعض المواد التي قد تصنف بأنها ضارة وذات تأثير سلبي بعيد أو قصير المدى وفقا لنوع المادة المستخدمة.
وتابعت بأنه من الملاحظ أن أغلب هذه العقاقير غير مرخصة من قبل الهيئات الصحية مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ووفقا للعديد من الدراسات فإنها تؤثر على الكليتين والمعدة والجهاز العصبي، ويتسبب بعضها بالإصابة بالتوتر والعصبية، لذلك لا يُمكن تناول أي مادة مهما كان نوعها بدون استشارة الطبيب المختص والصيدلاني المسؤول.
الفئات الأكثر تضررا جراء استخدام الأعشاب وأدوية التنحيف
تشدد الصيدلانية روان أن خطورة هذه الحبوب والأعشاب تزداد لدى من يعانون من أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، وتجعلهم عرضة للوفاة السريعة، وربما تصل الخطورة إلى إصابة الأصحاء بارتفاع ضغط الدم واعتلالات القلب.
وبينت ان الخطورة في أدوية التنحيف والتخسيس -التي تعتمد في طريقة عملها على الكافيين ومدرات البول- تكمن بأنها تجعل الجسم عرضة للجفاف، كما أنها ترفع معدلات هرمون الكورتيزون المسؤول عن القلق بالجسم، مما يجعل متعاطيها مصابا بالأرق، وارتفاع معدل ضربات القلب، وتؤثر في النهاية على جهاز المناعة.
ما خطورة الخلطات العشبية التي يحضرها العطارون لإنقاص الوزن؟
من جانبها، تؤكد الصيدلانية بيان المصري أن بعض المشتغلين بالعطارة يقومون بتحضير خلطات دون الأخذ بعين الاعتبار عدة أمور هامة، مثل المواد الفعالة وغير الفعالة في هذه العشبة، وهذا يرجع إلى عدم فهمهم لتركيبة العشبة.
وحذرت المصري -في تصريحات للجزيرة نت- من استخدام مثل هذه الخلطات، ونبهت لضرورة أخذ النصيحة والمشورة الطبية من الطبيب المختص، تجنبا لحدوث أي مضاعفات من استخدام مثل هذه الوصفات والخلطات.
وأشارت إلى أن استخدام تلك الخلطات العشبية قد يؤدي إلى قرحة المعدة والغثيان ومشاكل في الجهاز الهضمي. ونبهت إلى وجود تداخلات سامة إذا أُخذت تلك الخلطات مع أدوية أخرى.
وتوضح المصري أن هناك عدة عوامل تجعل الخلطات العشبية مصدر خطر من أهمها سوء التخزين، وعدم الأخذ بعين الاعتبار عوامل الرطوبة والتعرض لأشعة الشمس والحرارة، والتي تؤثر بشكل كبير على فعالية الخلطة وتماسك المواد الفعالة التي تحويها، وتوفر البيئة المناسبة لنمو أنواع من الفطريات والبكتيريا والطفيليات.
وتحدثت عن صعوبة التحقق من سلامة الخلطة العشبية من أي شوائب قد تتحول إلى سم في النهاية.
ودعت الصيدلانية إلى استشارة الطبيب قبل استخدام الأعشاب، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بمن يعانون الأمراض المزمنة، إضافة إلى استشارة الصيدلاني عما إذا كان هناك تداخلات دوائية بين الأعشاب والأدوية التي يتناولونها.