فكّكت السلطات الأمنية الإسبانية شبكة إجرامية متخصّصة في صنع زوارق مطاطية نفاثة كانت تُستعمل في نقل مخدّر الشيرا من السواحل المغربية إلى 8 مدن مختلفة في إقليم كتالونيا، من بينها برشلونة وخيرونا وتاراغونا.

وأوقفت عناصر الشرطة المحلية في الإقليم، بتعاون مع الحرس المدني الإسباني، خلال العملية ذاتها، 13 شخصاً يُشتبه في ارتباطهم بالشبكة الإجرامية عينها، كما فككت 3 ورشات تصنيع للزوارق المطاطية.

وأبرزت وسائل إعلام محلّية أن الشبكة الإجرامية كانت تنفّذ عملياتها بتعاون مع شركات قانونية في القطاع البحري، استخدمتها في توفير المواد اللازمة لتصنيع القوارب، كالمحركات عالية القوة وأجهزة الملاحة والاتصالات التي تسمح برحلات طويلة.

المصادر ذاتها أكدت أن هذه الشركات العاملة بشكل قانوني في القطاع البحري وفّرت للشبكة الإجرامية غطاء سمح لها –عبر أعمال تجارية قانونية- بغسل أزيد من مليوني يورو من عائدات نشاطها في تهريب المخدّرات.

وبدأ التحقيق في هذه القضية قبل أزيد من عام، وذلك بعد أن توصّلت السلطات الأمنية، أواخر فبراير الماضي، بمعلومات استخباراتية تدخلت بفضلها في منطقة خيرونا، حيث وصلت شحنة من قرابة طنين مخدر الشيرا، ليتم حجزها بينما تمكّن المشتبه فيهم من الفرار.

ومع ذلك، وبفضل هذه العملية، تبين بعد أيام أن المنظمة الإجرامية المعنية كانت تستخدم القوارب نفسها في عمليات أخرى مماثلة على ساحل ألميريا، حيث تمكن الحرس المدني من ضبط طنين آخرين من “الحشيش” واعتقال سبعة أشخاص.

من ناحية أخرى، قادت التحقيقات التي بوشرت بعد العمليتين المذكورتين إلى الوصول إلى الشركات التي سهّلت غسيل الأموال للمنظمة الإجرامية، من بينها شركة تعمل في مرفأ ماتارو ببرشلونة، زوّدت الشبكة بمعظم أجزاء صنع القوارب المطاطية. كما يجري التحقيق مع شركات أخرى في بونتيفيدرا، مالقة، قادس، وفي مدن أوروبية أخرى.