شباب

تصاعد الانتساب للتعليم الجامعي عبر الانترنت لمواجهة مصاريف التعليم وعدم السفر للخارج

تصاعد الانتساب للتعليم الجامعي عبر الانترنت لمواجهة مصاريف التعليم وعدم السفر للخارج

عصام كشاف _ الدار البيضاء 

يعتبر التعليم الالكتروني أو الذي يتم عبر الانترنت جديدا وما كان انتشار وباء الكورونا إلا رافعة لهذا النوع من التعليم الجامعي الذي يوفر المال وليس بحاجة لسفر للخارج او الانتقال لمدن أخرى. عدد من الجامعات العالمية باشرت الاهتمام بالتعليم الجامعي عبر الانترنت مثل جامعة Columbia وBoston الامريكية أو Kings       college   البريطانية أو Sydney الأسترالية وEdinburg الإسكوتلندية.

أجبر انتشار وباء الكورونا في جميع أنحاء العالم الجامعات على الإغلاق والاعتماد على التعلم عبر الإنترنت لعدة أشهر، واحتاج المعلمون فجأة لتدريس عبر الإنترنت. كان البعض حذرًا من إجراء عملية التعلم كاملة عبر الإنترنت، وظهرت مخاوف بشأن ما إذا كان الطلاب يستفيدون ويتعلمون من التعلم عن بعد. لأجل ذلك تعد الاختبارات القصيرة والمقالات والأنشطة التفاعلية والمناقشات عبر الإنترنت من بين الأساليب المستخدمة لإجراء تقييمات التعلم عبر الإنترنت بشكل أكاديمي بحت.

الطالب محمد اكومل من خريبكة يتعلم في جامعة university of the people الأمريكية عبر الانترنت والتي يدرس فيها سبعمائة طالب مغربي قال ” تساعد الدراسة عبر الإنترنت الطلاب الذين يتحدثون الإنجليزية كلغة ثانية ولا يتحدثون الفرنسية لأننا إذا كنا نرغب في التسجيل في إحدى الجامعات، فبحاجة لمستوى جيد في اللغة الفرنسية. دائمًا ما يتعلم المتحدثون باللغة الإنجليزية في المغرب عبر الإنترنت لأنها الخيار الأفضل لهم. الطلاب الان يريدون التعلم وفي نفس الوقت العمل لتوفير احتجاجاتهم المالية والاستفادة من مرونة أوقات الدراسة لهذا فالدراسة عبر الانترنت هي الحل الأمثل “.

الشهادات الجامعية تقلل من البطالة:

تكلفة التعليم الجامعي تتصاعد وفي نفس الوقت الشركات والمصانع بحاجة للعديد من الكوادر المؤهلة أكاديميا وهذا يمكن رؤيته في مواقع البحث عن وظائف المنتشرة على الشبكة. واللافت ان الشركات العالمية وحتى العربية ترى الشهادات عبر الانترنت من الجامعات المرموقة والمعروفة والمعترف بها لا تختلف عن تلك التي يحصل عليها الطلبة الذين يعتمدون على التعليم الوجاهي التقليدي. ولان العديد من الشباب والشابات لا يستكملون دراستهم الجامعية لأسباب مالية منها ان عليهم العمل لإعالة عائلاتهم فهنا يوفر التعليم عن البعد الحل الأمثل وان كان متعبا. فالطالب يدرس ليلا ويعمل نهارا وبعد أربع سنوات يكون معه شهادة جامعية تحسن من وظيفته وراتبه بشكل لافت.

بلا شك أن الشهادات الجامعية الأمريكية أو الأوروبية لها قيمة وأهمية لما تحمله من مزايا تعليم ولغة وفهم لسوق العالمي. إلا أن التكلفة الباهظة في السفر تمنع الطالب من خوض غمار التجربة ناهيك عن حياة الغربة وما تحمله من بعد عن الوطن والعائلة. التعليم الجامعي عبر الانترنت يشكل الآن بديلا واقعيا للحصول على شهادة أمريكية أو أوروبية دون الحاجة لسفر.

الدكتور محمد رزق الله أخصائي التعليم الجامعي يجد ان التعليم عبر الانترنت تتصاعد أهميته أما بخصوص كيفية تقييم الطلاب والطالبات فإن الأدوات أيضا تغيرت وفق التطور التكنولوجي فقال ” الاختبارات التقليدية يمكن تعديلها بسهولة لتناسب التعلم عبر الإنترنت بشكل أفضل. على سبيل المثال، يمكن استخدام الاختبارات غير المصنفة في بداية الدرس لفهم المعرفة الحالية لدى الطلاب. يمكن استخدام الاختبارات القصيرة مرة أخرى بعد اكتمال الدرس كأداة تفاعلية لتقييم الأداء العام. يستطيع المعلمون عمل الاختبارات عبر الإنترنت وتعديلها بسهولة باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والمنصات المتوفرة حاليا “.

التعليم عن بعد يساعد النساء على استكمال التعليم:

الطالبة صفاء باعامل وتسكن في الدار البيضاء وتدرس علوم الكمبيوتر عبر الانترنت وتشرح كيف اختارت هذا النمط من الدراسة ” ناضلت بعد حصولي على البكالوريا فكنت أرغب في متابعة دراستي باللغة الإنجليزية ولكن للقيام بذلك كنت بحاجة لدفع مبالغ كبيرة من المال لكل فصل دراسي. والدي متقاعد ولم يكن قادرًا على تحمل تكاليف جامعة خاصة، لذا كان الخيار الوحيد أمامي هو الذهاب إلى جامعة حكومية حيث درست الرياضيات وعلوم الكمبيوتر باللغة الفرنسية. لقد واجهت أوقاتًا صعبة في محاولة التوافق وقبول فكرة أنني أدرس الرياضيات بنسبة كبيرة من الوقت أما دراسة تكنولوجيا المعلومات فبنسبة أقل. بحثت عن جامعة أمريكية ووجدت University of the people كان يومًا رائعا بالنسبة لي لأنني وجدت أخيرًا مكانًا يمكنني فيه حقًا دراسة الأشياء التي أحبها مع توقيت مرن وإمكانية الوصول للمواد التعليمية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع “.

التعليم الجامعي عبر الانترنت مفيد للمرأة المغربية حيث إن لم تسمح ظروفهن بالدراسة الجامعية فهي الآن تستطيع الالتحاق بينما هي منزلها أو في عملها. هذا النمط يساعد السيدات اللواتي تزوجن في سن مبكر وتراكمت عليهن مسؤوليات المنزل والعائلة والأطفال. أضافة لذلك فإن الرجال أو النساء ممن تقدم سنهم وباتوا في الثلاثينات والأربعينات لديهم فرص حقيقة لاستكمال الدراسة الجامعية وهذا ما يمكن أن يحسن ظروف عملهم أو استكمال الدراسة الأكاديمية والحصول على الشهادات العليا.

الطالبة صفاء باعامل ترى أن التعليم الجامعي عبر الانترنت هو الحل التقدمي لتكييف الوقت في عصر التكنولوجيا فقالت “الدراسة عبر الانترنت ما تزال في بدايتها لكن ازدياد الطلبة لدراسة في هذه الطريقة خاصة من جيل الشباب يؤكد أنها ستتوسع. فكرة التكيف على كل الأدوات وتحديد المواعيد عبر الانترنت وحتى تطبيقات شراء الطعام واختيار ما يريد الزبون كلها باتت أمرا عاديا الآن”.

ترى صفاء أن المجتمع للان غير متقبل الفكرة تماما لكن مع الوقت الأشياء تتغير فتقول “أجد أن الدراسة عبر الإنترنت تساعد الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الدراسة في الخارج للحصول على التعليم الذي يرغبون في الحصول عليه. ولكن هذا غير مقبول في المجتمع، فلا يقبل الكثيرون فكرة التعليم عبر الإنترنت والقدرة على تعديل توقيتك اعتمادًا على الأشياء المعتادة التي يفعلها كل واحد منا خلال اليوم. أما أنا فأرى الدراسة عبر الإنترنت تساعد الناس على الانفتاح على الاحتمالات الجديدة في الحياة وتوفر التكيف مع التغييرات والتطور الذي نعرفه بتكنولوجيا المعلومات “.

الأدوات التعليمية تتطور

ويؤكد الدكتور رزق الله على أهمية العنصر التفاعلي في العملية التعليمية عبر الانترنت ” منشورات المنتديات من أساليب التقييم الإلكتروني وهي منصة تشجع الطلاب على المناقشة والتعاون. من خلال هذا التقييم، يمكن للمعلمين نشر سؤال أو مشكلة وتشجيع الطلاب على المشاركة والتفكير في تعلمهم. يتواصل الطلاب ويتفاعلون مع أقرانهم بينما يقوم المعلمون بتقييم فهمهم العام “.

بمعنى أخر يمكن للأنشطة التفاعلية مثل الألعاب أن تعزز تعلم الطلاب من خلال تعزيز المهارات غير المعرفية مثل حل المشكلات واتخاذ المخاطر والتعاون والانضباط. هذا النوع من التقييم يسمح للمعلمين بتقييم تعلم الطلاب بطريقة ممتعة وجذابة لا تشبه الاختبارات التقليدية فهناك عدد لا يحصى من التطبيقات التعليمية. مع مرور الوقت فإن التكنولوجيا ستنقل التعليم عبر الانترنت لمجالات أوسع لربما سيبقى الاهتمام بالتدريب العملي خاصة في الطب والهندسة لكن هناك العديد من التخصصات الأخرى التي لا تحتاج حضور الطالب لصف الدراسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock