إقتصاد

المنطقة الأورومتوسطية والخليج: الدعوة إلى جعل التحول المستدام لقطاع السياحة أولوية كبرى

المنطقة الأورومتوسطية والخليج: الدعوة إلى جعل التحول المستدام لقطاع السياحة أولوية كبرى

أكد المتدخلون في جلسة حول “أفضل الممارسات والأكثر استدامة من أجل إنعاش قطاع السياحة”، انعقدت اليوم الخميس بمراكش في إطار الجلسة السادسة لأشغال المنتدى الاقتصادي الأورو-متوسطي والخليجي، على أهمية الرهان على التحول المستدام لقطاع السياحة كأولوية كبرى بالمنطقة الأورومتوسطية والخليج.

ودعا المتدخلون بهذه المناسبة، صناع القرار إلى الانخراط في هذا المسار، الذي سيُمكّن من تحقيق نمو شامل وتوفير فرص الشغل، ودعم الاقتصاد الأزرق، وتعافي النظم البحرية والساحلية، محذرين من التداعيات البيئية على القطاع السياحي، لاسيما التغيرات المناخية، التي تحتاج إلى “نقاش سياسي”، ينخرط فيه الجميع، لاسيما البرلمانيون، من أجل تطوير السياسات التي تنهض بالممارسات الأكثر استدامة في قطاع السياحة.

وفي هذا السياق، أبرز مدير مديرية التعاون بوزارة السياحة والصناعة والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، عمر دينيا، في مداخلة له، أن المغرب ملتزم بإدماج الاستدامة في المنتوج السياحي، وفق مقاربة أفقية تأخذ بعين الاعتبار عدّة عناصر.

وأوضح السيد دينيا، أن استراتيجية تطوير منتوج سياحي مستدام تأخذ بعين الاعتبار الجانب الطبيعي المرتبط بالحفاظ على التراث الطبيعي وتثمينه وتشجيع المقاولات المتوسطة والصغرى والسياحة الذكية.

وفي ما يتعلق بالجانب الحضري، أضاف السيد دينيا أن الاستراتيجية ترتكز على توفير سكن مستدام وتنشيط مستدام، وبيئة سياحية حضارية هي الأخرى مستدامة، تعتمد على الرقمنة والمدن الذكية والتنقل النقي، مشددا، فيما يخص الجانب الاقتصادي والثقافي، على خلق فرص الاستثمار وتشجيع المقاولات والحفاظ على التراث المحلي وتثمينه.

وذكر المسؤول نفسه بأن المغرب وضع خارطة طريق جديدة لقطاع السياحة تُمكّن من بلوغ 26 مليون سائح في أفق 2030، وذلك من خلال تقوية عرض النقل الجوي وتعزيز طاقته الاستيعابية، وتطوير عرض بجودة عالية يتلاءم مع الطلب الداخلي والدولي، وتحفيز الاستثمار العام والخاص في مجال التنشيط السياحي.

ومن جانب آخر، أكد السيد دينيا أن المغرب، باعتباره وجهة سياحية بامتياز، قد تمكّن من التعافي بعد جائحة كورونا واستئناف نشاطه السياحي بشكل استثنائي خلال صيف 2022، مبرزا أن عدد السياح بمراكز الحدود ود بلغ 7,7 مليون، أي بزيادة 175 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.

وبعدما سلّط الضوء على المخطط الاستعجالي، الذي بلورته الحكومة في يناير 2022 من أجل دعم قطاع السياحة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، قال السيد دينيا إن القطاع السياحي المغربي غني ومتنوع، لافتا في هذا الصدد إلى سياحة الأعمال والمعارض والرياضة والصناعة التقليدية والشواطئ إلى جانب الطبخ المغربي، ومشيرا إلى الحملات الترويجية التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة مثل حملة “نتلاقاو في بلادنا” والعلامات الجديدة مثل “المغرب أرض الأنوار”، بهدف دعم وتشجيع السياحة الوطنية.

ويسعى برلمان البحر الأبيض المتوسط من خلال المشاركة النشطة للبرلمانيين في منتدى مراكش إلى تحقيق تحول نموذجي في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية والمتعلقة بالمناخ، بغية ضمان تكامل اقتصادي أكثر فعالية، قادر على الصمود أمام العوامل الخارجية، وخلق شبكة تبادل تجاري جنوب -جنوب أكثر اتساعا وإنشاء منطقة متكاملة لإنتاج وتسويق الطاقة الخضراء، تتمتع بالاكتفاء الذاتي.

يذكر أن برلمان البحر الأبيض المتوسط (PAM) منظمة دولية أسست سنة 2005 من قبل البرلمانات الوطنية التابعة لدول المنطقة الأورومتوسطية. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الهيئة البرلمانية في نسج تعاون سياسي واقتصادي واجتماعي بين الدول الأعضاء من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية ودول الخليج، وخلق مساحة للسلام والرخاء لشعوب المنطقتين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!