المغرب يُطلق برنامجا وطنيا لتدريب الأطفال على الذكاء الاصطناعي في إطار تعزيز المستقبل التكنولوجي

المغرب يُطلق برنامجا وطنيا لتدريب الأطفال على الذكاء الاصطناعي في إطار تعزيز المستقبل التكنولوجي
في خطوة تهدف إلى توسيع دائرة المعرفة الرقمية في المجتمع، أطلقت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة برنامجًا وطنيًا جديدًا لتدريب الأطفال على الذكاء الاصطناعي. هذا البرنامج الذي تم تدشينه في مركز النجاح للشباب بحي يعقوب المنصور بالرباط، يُعدّ خطوة مهمة في تعزيز الثقافة الرقمية بين الشباب المغربي.
بدايةً، يركز البرنامج على الفئة العمرية بين 8 و14 سنة، ويهدف إلى تزويد الأطفال بالمهارات الأساسية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ليكونوا قادرين على التكيف مع التحديات الرقمية في المستقبل. من خلال هذا التدريب، سيتمكن الأطفال من اكتساب المهارات التي يحتاجونها للاندماج في المجتمع الرقمي الذي يتطور بسرعة.
كما يُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تجهيز الشباب المغربي لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي، مع ضمان أن تكون لديهم الأدوات اللازمة للاستفادة من الفرص التي ستنشأ في سوق العمل المستقبلية.
وفي سياق الدعم الحكومي، تم توقيع الاتفاقية الإطار بحضور العديد من الشخصيات البارزة مثل وزيرة الانتقال الرقمي أمل الفلاح السغروشني ووزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد. كما حضر التوقيع الوزير المكلف بالميزانية فوزي لقجع، بالإضافة إلى ممثلة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، التي ستتولى تنفيذ البرنامج.
وأكدت الوزيرة السغروشني أن المبادرة تأتي استجابة للتوجيهات الملكية التي تدعو إلى دعم الرقمنة في المملكة. كما أشارت إلى أن البرنامج سينطلق في 12 مركزًا للشباب في مختلف أنحاء المغرب. وأضافت أن هناك تكوينًا خاصًا سيُقدّم للمُدرّبين لضمان نجاح البرنامج وانتشاره في مختلف المناطق.
هذا التوجيه الحكومي يعكس إصرار الحكومة المغربية على المضي قدمًا في التحول الرقمي، بما يتماشى مع رؤية المملكة في تحسين استخدام التكنولوجيا لتطوير المجتمع.
ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، يعد هذا المشروع جزءًا أساسيًا من الجهود الرامية إلى تعزيز المهارات الرقمية بين فئات الشباب. ويعتبر البرنامج خطوة مهمة نحو تأهيل الأجيال الجديدة لاحتياجات المستقبل التكنولوجي، وذلك من خلال التركيز على التدريب والتعليم في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة.
كما يسلط هذا البرنامج الضوء على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية، حيث إن الشباب هم المحرك الأساسي لأي تقدم اقتصادي وتكنولوجي. ويهدف إلى تجهيزهم بالأدوات التي ستساعدهم على المنافسة في عالم رقمي يتسم بالتطور السريع والتغير المستمر.
هذا المشروع الوطني هو بمثابة بداية لمرحلة جديدة من التدريب الذي يتماشى مع التطورات العالمية في مجال التكنولوجيا الحديثة.
من المتوقع أن يكون لهذا البرنامج أثر إيجابي على الشباب المغربي، إذ يعزز فرص اندماجهم في سوق العمل الرقمي الذي يمر بتحولات كبيرة في الوقت الراهن. ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في شتى مجالات الحياة، يُعدّ إكساب الأطفال مهارات الذكاء الاصطناعي أمرًا حيويًا لضمان مستقبل مهني واعد لهم.
إضافةً إلى ذلك، سيعمل البرنامج على تسليط الضوء على أهمية التعليم الرقمي وتوفير الأدوات التكنولوجية الضرورية لتطوير قدرات الأطفال. ويُتوقع أن يسهم هذا الأمر في تعزيز حضور الشباب المغربي في المشاريع التكنولوجية المحلية والعالمية.
من خلال هذا البرنامج، سيتمكن الأطفال من الاستفادة من موارد جديدة وابتكارات تكنولوجية تساعدهم على تطوير مهاراتهم الرقمية بشكل مبتكر.
إن المبادرة لا تقتصر فقط على توفير المهارات التقنية، بل تتعداها إلى تنمية التفكير النقدي والإبداعي لدى الأطفال، وهو أمر ضروري لمواكبة التحديات التي يواجهها العالم الرقمي اليوم.
وبفضل هذا البرنامج، ستتاح للأطفال فرص كبيرة للتفاعل مع التكنولوجيا بطريقة عملية، مما يساعدهم على استكشاف إمكانياتهم وتوجيه قدراتهم نحو تحقيق النجاح في المستقبل. ومن خلال استثمار هذه الفرص، سيتمكن المغرب من بناء جيل متمكن قادر على مواجهة التحديات الرقمية العالمية.
وفي الختام، يظل هذا المشروع أحد أبرز المبادرات الوطنية التي تسعى إلى تعزيز مكانة المغرب في مجال التحول الرقمي، وتحقيق الرؤية الملكية للرقمنة وتطوير المهارات الرقمية للشباب.